تحدث ضيوف منتدى أوراق عن تحولات الشعر المصري المعاصر، وحدود قصيدة النثر، وجماليات المفارقة، والهمّ الإنساني في النصوص الجديدة.
جاء ذلك جاء ذلك خلال فعاليات ندوة “قراءت شعرية” التي عقدت بمنتدى أرواق التابع لمؤسسة ”الدستور”، والتي يقدمها الناقد الدكتور يسري عبد الله، ويشارك في الندوة الشاعر عاطف عبد العزيز، والكاتب الصحفي والشاعر عزمي عبد الوهاب، والشاعر عماد غالي، والكاتبة الصحفية والشاعرة زيزي شوشة.

وقال الشاعر عاطف عبد العزيز، إنه لاعلاقة بين قصيدة النثر العربية ولا قصيدة النثر الأوروبية التي نشأت بفرنسا، ورد عبد القاهر الجرجاني عندما سئل عن الشعر قال: “كلام مقفي تدل على معني. وحتى عندما سئل عن معنى الشعر قال الشعر معنى المعني، ذلك يعني أن هناك نص له مستويان معنى أول ومعنى ثاني، أي نص يقال ويحمل أوجه متعددة يحتمل أن يكون شعرا، وهذا مايجعلني أن نتفق مع القول بأن الفن استعادة مرحلة الطفولة”.
ولفت عبد العزيز إلى أن للشاعر اللبناني محمد على شمس الدين كتاب تحت عنوان "رياح حجرية " أشار فيه إلى أن الشعر هو استعادة الذاكرة أو استعادة الحواس.

وتحدث الشاعر عماد غزالي عن فكرة “التطهير الجمالي”، مشيرًا إلى أن بعض النصوص الجديدة “تجمل العالم قبل أن تغادره، كما لو كانت تمارس طقسًا فرعونيًا في وداع الجسد
ويرى الشاعر عماد غزالي أن الشعر فعل اكتشاف دائم للعادي والمألوف: “الشاعر من مهمته أنه يكتشف العادة، ما يبدو لك عاديًا يخفي في داخله رؤية جديدة، والشعر هو الذي يزيل القشرة الأولى ليكشف الجوهري في التفاصيل”.

أما الشاعرة زيزي شوشة فقدّمت رؤية مختلفة، إذ قالت: “أنا مشغولة بالعالم ككل، عندي نزوع كوني أكثر من شخصي. قد يراني البعض متشائمة، لكن الشعر بالنسبة لي هو تعويض، وسيلة لأفعل ما لا أقدر عليه في الحياة، أنا لا أكتب تفاصيل كثيرة، لأن التجريد عندي وسيلة للرؤية، لا للهروب من الواقع”.

من جهته استعاد الشاعر والكاتب الصحفي عزمي عبد الوهاب النقاش حول مصطلح “قصيدة النثر”، مؤكدًا أن الجدل بين الشكلين – العمودي والنثري – قد تجاوزه الزمن: “قصيدة النثر لا تعتمد على أدوات البلاغة القديمة، بل على أدوات جديدة في بناء الصورة والعلاقة بين المفردات. الجمال هنا لا يولد من الوزن، بل من طاقة اللغة الداخلية وقدرتها على توليد المعنى”. وأضاف: “الشعر هو أن ترى العالم بعين الطفل، بعين جديدة تعيد اكتشاف ما نظنه بديهيًا”.
وأكد عزمي في ختام كلمته على ان من ضمن مهام الشاعر الرئيسية هو أن يكتب كما يشاء، وأن تكون لديه القدرة التعويضية في أن يقدم العالم كما يراه.
ويأتي منتدى "أوراق" للكاتب والناقد الكبير الدكتور يسري عبدالله، تعزيزًا للمعنى، وانحيازًا لقيم الثقافة الوطنية، وللهوية المصرية بجذورها المتعددة، ومحيطها الجيو سياسي، وانتصارا للفكر والإبداع.
ويعد منتدى “أوراق”، الذي أطلقته جريدة "حرف" الثقافية، في مقر صحيفة وموقع" الدستور"، تجربة فكرية وجمالية جديدة، تحيي فكرة المبادرات الخلاقة، والتنوع الثقافي الفريد الذي تمتاز به الدولة المصرية، وروافد قوتها الشاملة، وفي لحظة مسكونة بالتحديات المعرفية والثقافية.
وتعقد الندوة في مقر صحيفة الدستور ١٦ شارع مصدق، الدقي، بالقرب من محطة مترو الدقي.
عزمي عبد الوهاب:
عزمي عبد الوهاب هو شاعر وكاتب مصري صدرت له عددٌ من الكتب والدوواين الشعريّة لعل أبرزها «النوافذ لا أثر لها» و«الأسماءُ لا تليق بالأماكن» و«بأكاذيبَ سوداء كثيرة» و«حارس الفنار العجوز»، "كلها النهايات حزينة "، وغيرها.
يعد عزمي عبد الوهاب أحد ابرز محرري الصحافة الثقافية حيث ترأس القسم الثقافي لمجلة الأهرام العربي، والآن يترأس تحرير مجلة عالم الكتاب التابعة للهيئة العامة للكتاب، وغيرها.
عاطف عبد العزيز
عاطف عبد العزيز (1956-) شاعر مصري، يلقب بـ(مهندس قصيدة النثر). وهو عضو اتحاد الكتاب المصريين وأتيليه القاهرة. صدرت له مايزيد عن 11 ديوان شعري، وترجمت قصائده إلى اللغات الإنجليزية والفرنسية، والفارسية والكردية. تأثر عاطف في بداياته بالشاعرين صلاح عبدالصبور وأحمد عبدالمعطي حجازي، وسرعان ما رسم له خط مغاير، من اعماله المنشور .
ذاكرة الظل 1993، حيطان بيضاء 1996، كائنات تتهيأ للنوم 2001، مخيال الأمكنة 2005، سياسة النسيان 2007.
الفجوة في شكلها الأخير 2008، برهان على لاشيء 2016، شيء من الغبار 2019، وغيرها.
عماد غزالي
عماد غزالي واحد من شعراء جيل الثمانينيات، من مواليد 1962م، ويعمل مهندسا وصدر له حتى 9 مجموعات شعرية أغنية أولى / مكتوب على باب القصيدة / فضاءات أخرى للطائر الطليل / ظل ليس لك / لا تجرح الأبيض / صيد فاسد / المكان بخفة / جدران مائلة / نتخلص ممن نحب، بالاضافة الى تحصلة على جائزة سعاد الصباح عام 1990،.
زيزي شوشة
شاعرة وكاتبة صحفية مصرية،درست الصحافة وتخرجت من كلية الإعلام جامعة القاهرة عام 2010م، نشرت قصائدها في صحف ودوريات عربية ودولية كما،شاركت في العديد من المؤتمرات والفعاليات الأدبية. بدأت حياتها العملية في مهنة الصحافة عام 2008
صدر ديوانها الأول "غرباء علقوا بحذائي" عن الهيئة العامة لقصور الثقافة عام 2017، اسمح لليل بالدخول، عن منشورات المتوسط في ميلانو عام 2019م، توج ديوانها "ملابس جديدة للموتى" بجائزة أخبار الأدب لشعر الفصحى.











0 تعليق