لم يكن يتخيل العم رشاد الصغير، ابن مركز أبوتشت بمحافظة قنا، أن رحلة عائلية بسيطة إلى القاهرة ستجعله حديث وسائل الإعلام ومنصات التواصل الاجتماعي، وأن صورته وهو يتجول بعباءته الصعيدية داخل أروقة المتحف المصري الكبير ستصبح واحدة من أبرز اللقطات في أول أيام افتتاح هذا الصرح العالمي.
حلم تحقق برحلة من الصعيد إلى القاهرة
يقول العم رشاد الصغير في حديث خاص: "كنت متابعًا أخبار المتحف من أول ما أعلنوا عن افتتاحه، وكنت أحلم أن أشاهده بعيني لما حددوا موعد الافتتاح، قررت أن أسافر من أبوتشت أنا ومراتي وبنتي الصغيرة خصيصًا، لكي نكون من أوائل الناس الذين يدخلون المتحف ويشاهدون حضارة بلدنا العظيمة".
رحلة من الجنوب إلى قلب الحضارة
قطع الرجل الخمسيني مئات الكيلومترات بسيارته الخاصة من صعيد مصر إلى العاصمة، رغبة في أن تعيش ابنته الصغرى - آخر العنقود - تجربة لن تنساها، قال العم رشاد: "بنتي كانت تريد أن تشاهد المتحف، وأنا أيضًا كنت أريدها أن ترى بعينيها عظمة مصر نحن معتادون على رؤية الآثار حولنا في قنا، لكن المتحف شيء آخر.. حضارة متجمعة كلها في مكان واحد، تمثال رمسيس، وقناع توت عنخ آمون، وكل قطعة تحكي تاريخ بلدنا العريق".
الجلباب الصعيدي رمز للهوية والانتماء
ويضيف مبتسمًا: "كنت أشعر بالفخر وأنا أرتدي الجلبية الصعيدي وأتجول داخل المتحف أنا ومراتي وبنتي. هذا لبسنا وهذه هويتنا التي نعتز بها، الجلبية ليست مجرد لبس، إنما رمز للبساطة والرجولة والانتماء، وشعرت أن وجودي بالزي هذا داخل المتحف المصري يكمل الصورة، لأن الحضارة التي ينظر إليها العالم كله خرجت من أرض الصعيد".
من انزعاج إلى فخر
يستعيد العم رشاد ذكرياته مع انتشار صورته التي التقطتها عدسة مصورة صحفية قائلًا: "في البداية كنت متضايقًا بعض الشيء عندما عرفت أن صورتي انتشرت، ابني اتصل بي وأنا عائد من القاهرة وقال لي: يا أبي صورتك في كل مكان. خفت من كلمة "تريند"، لكن عندما قرأت التعليقات وجدت الناس كلها فرحانة بنا وتتحدث عن مصر وأصالة الصعيد، وقتها فرحت جدًا".
المرأة الصعيدية شريكة في الفخر الوطني
وبابتسامة لا تخلو من الفخر، أشار رشاد إلى أن وجود زوجته بجانبه في الصورة كان أمرًا يسعده كثيرًا، قائلًا: "مراتي كانت ترتدي ملابس عادية جدًا، بجلباب صعيدي بسيط، ولم تكن ترتدي شيئًا مخلاً ولا شيء يزعج. بالعكس، هذه صورة عظيمة تظهر أن المرأة الصعيدية محترمة ووطنية".
المتحف رسالة حضارية للعالم
ويرى العم رشاد أن المتحف المصري الكبير لا يمثل مجرد مبنى أثري، بل هو رسالة حضارية للعالم، تؤكد أن مصر قادرة على كتابة التاريخ من جديد بقيادة سياسية رشيدة: "ما شاهدته هناك جعلني أحمد الله على أنني مصري. كل ركن في المتحف يحكي عن حضارة آلاف السنين، وهذا لا يحدث إلا في بلد فيه رئيس مثل السيسي، يحافظ على تاريخنا ويبني المستقبل في نفس الوقت".
رحلة العمر
واختتم حديثه بكلمات تعبر عن فخره واعتزازه: "رحلتي هذه كانت أجمل شيء حدث لي في حياتي، أنا رجل بسيط من أبوتشت، لكن عندما دخلت المتحف شعرت أني جزء من الحكاية الكبيرة التي اسمها مصر".













0 تعليق