يحتضن معبد دندرة بمحافظة قنا حفل افتتاح مهرجان قنا للفنون والحرف التراثية، في حدث استثنائي يجمع بين عبق التاريخ وروح التراث المصري الأصيل، بحضور عدد كبير من الوزراء والمحافظين والشخصيات الثقافية والتنفيذية وأهالي المحافظة، ليكون المكان رمزًا لتلاقي الماضي العريق مع الحاضر المشرق في إطار احتفالي فني متكامل.

فاطمة عيد وأصالة التراث الغنائي المصري

تحيي الفنانة الكبيرة فاطمة عيد حفل الافتتاح، لتقدم باقة من أجمل أغانيها الشعبية التي تمثل جزءًا أصيلًا من التراث الغنائي المصري، معبرة عن روح الأصالة التي يسعى المهرجان إلى إحيائها والاحتفاء بها.

فيما أكد الناقد الفني هيثم الهواري، رئيس مهرجان قنا للفنون والحرف التراثية، أن حضورها يضفي على الحدث بعدًا ثقافيًا وفنيًا فريدًا يجمع بين الأداء الموسيقي الرائع والارتباط العميق بالتراث المصري.

عروض فنية متنوعة تمزج بين الإبداع والأصالة

يشهد المهرجان عروضًا فنية متنوعة تمثل خلاصة التراث المصري في أبهى صوره، منها عروض المولوية والتنورة والسيرة الهلالية وفن الكف والحكي الشعبي، إضافة إلى الإنشاد الديني والمديح والترانيم الكنسية، إلى جانب عروض خيال الظل والأراجوز وعزف المزمار والربابة، ما خلق لوحة فنية متكاملة تعكس التنوع الثقافي والفني في مصر وتؤكد على أهمية الحفاظ على هذا الإرث الغني للأجيال القادمة.

الألعاب الشعبية تعيد ذكريات الطفولة

أعاد المهرجان إلى الأذهان عبق الطفولة من خلال مسابقات وألعاب تراثية ممتعة مثل التحطيب، المرماح، السيجا، البلي، الطيارات الورقية، والكرة الشراب، والتي كانت جزءًا لا يتجزأ من حياة الأطفال في القرى والنجوع المصرية، فشكلت هذه الألعاب جسرًا يربط بين الماضي والحاضر ويعيد نشر الفرح والترفيه التقليدي بين الزوار.

الحرف اليدوية وورش التدريب

تحتل الحرف التراثية مكانة بارزة في المهرجان من خلال معارض للكليم والفخار والأزياء الصعيدية والعمارة الشعبية، والتي تعكس براعة الحرفي المصري في تحويل التراث إلى منتجات فنية نابضة بالحياة. كما نظم المهرجان عشر ورش تدريبية متنوعة تشمل مجالات الإنشاد والعزف على الربابة والناي والحكي الشعبي والخط العربي والنحت على الخشب وصناعة الكليم والعرائس والأكلات التراثية، إلى جانب الألعاب الشعبية، بهدف نقل الخبرات والحفاظ على الفنون الأصيلة من الاندثار.

التراث في قلب القرى

ولا يقتصر المهرجان على مدينة قنا فحسب، بل يمتد إلى قرى ونجوع المحافظة من خلال عروض وورش متنقلة، ليصل التراث إلى الجمهور في أماكنهم ويعزز التواصل بين الماضي والحاضر، ويخلق تجربة ثقافية واجتماعية متكاملة تعكس أصالة المجتمع القنائي وتاريخه الغني.