قال الدكتور علاء المسلمي، استشاري طب الأطفال وحديثي الولادة، إن مصر تمر حاليًا بفترة انتقالية بين الصيف والشتاء، وهي من أكثر الفترات التي ترتفع فيها معدلات الإصابة بنزلات البرد والإنفلونزا بين الأطفال بسبب التقلبات الجوية السريعة، مشددًا على ضرورة أن تتعامل الأمهات بوعي مع هذا الموسم المتقلب.
وأوضح خلال لقاء عبر إكسترا نيوز، أن أهم قاعدة خلال هذه الفترة هي التوازن في الملابس، موضحًا أنه "إذا كان الجو باردًا في الصباح فعلى الأم أن تضع جاكت خفيفًا لطفلها عند خروجه للمدرسة، خاصة أثناء ركوب الباص أو الانتظار في الهواء البارد"، مع ضرورة تنبيه الطفل إلى خلع الجاكت عندما ترتفع درجة الحرارة في منتصف النهار حتى لا يتعرق بشدة ويُصاب بالبرد نتيجة اختلاف درجة حرارة الجسم.
وأضاف أنه في حالة الأطفال الصغار داخل الحضانة أو "الكيجي"، يجب على الأم إبلاغ المشرفة أو الدادة بمساعدة الطفل على خلع الجاكت وقت ارتفاع الحرارة، لأن الأطفال في هذه السن لا ينتبهون لذلك، وقد يستمرون في اللعب والتعرق ثم يصابون بالبرد لاحقًا.
وشدد المسلم على ضرورة عدم إرسال الطفل المريض إلى المدرسة أو الحضانة قبل اكتمال شفائه، موضحًا أن كثيرًا من الأمهات يضطررن لإرسال أطفالهن رغم المرض بسبب الالتزامات الوظيفية، مما يؤدي إلى نقل العدوى إلى زملائهم في الفصل، موضحا أن "الفصول المغلقة في الصباح مع إغلاق النوافذ تجعل العدوى تنتشر بسرعة، فيبدأ الطفل بالكحة والعطس، ثم تنتقل العدوى إلى باقي الأطفال".
وأكد أن من أهم وسائل الوقاية التي يجب أن يتعلمها الأطفال منذ الصغر غسل الأيدي بانتظام وتجنب التلامس المباشر مع الآخرين، لأن اليدين هي الوسيلة الأسرع لنقل العدوى داخل المدارس، مرددا: "إذا كح الطفل أو عطس في يده ووضعها على المقعد أو الباب، سينتقل الفيروس لطفل آخر يلمس المكان نفسه"، مشددًا على أهمية التوعية اليومية داخل المدرسة بهذه السلوكيات البسيطة.
ونصح الدكتور علاء الأمهات أيضًا بعدم السماح لأطفالهن بمشاركة الطعام أو المشروبات مع زملائهم، قائلًا إن "كل طفل يجب أن يشرب في كوبه ويأكل طعامه فقط، لأن مشاركة الأدوات الشخصية وسيلة شائعة لنقل العدوى".
وأشار إلى أن كثيرًا من الأمهات ما زلن يعتمدن على نصائح الجدات القديمة مثل "البسي الطفل تقيل علشان الجو ساقع"، موضحًا أن الطب يتطور باستمرار وأن مفاهيم التدفئة الزائدة لم تعد صحيحة، قائلا: "أحيانًا يأتي للعيادة طفل عمره 6 أو 8 شهور ملفوف في بطانية ومرتدي عدة طبقات، والجو معتدل، والسبب أن الأم بردانة فتظن أن الطفل يحتاج نفس الشيء".
وأكد أن الطفل مثل الشخص البالغ تمامًا، يشعر بالحرارة والبرودة بنفس الطريقة، فلا يجب المبالغة في تدفئته، مضيفا: "إذا كنتِ تشعرين بحرارة الجو فطفلك أيضًا يشعر بها، والعكس صحيح، لذلك عامليه كما تعاملين نفسك في اختيار الملابس".
وشدد المسلمي، على أن الوقاية تبدأ من البيت عبر ثقافة الوعي والنظافة الشخصية، مشيرًا إلى أن وعي الأمهات وقدرتهن على الموازنة بين الحماية الزائدة والإهمال هي الأساس لعبور موسم الخريف بأمان، دون أمراض أو عدوى.














0 تعليق