مندوب السودان لدى الأمم المتحدة: ما يحدث في الفاشر إبادة جماعية

الدستور 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

قال مندوب السودان الدائم لدى مكتب الأمم المتحدة في جنيف، السفير حسن حامد حسن، إن ما ترتكبه ميليشيا الدعم السريع في مدينة الفاشر بولاية شمال دارفور يرقى إلى مستوى الإبادة الجماعية، مؤكدًا أن المدينة تواجه واحدة من أسوأ الكوارث الإنسانية في تاريخ البلاد الحديث.

وخلال لقائه مع مجموعة من الصحفيين المعتمدين لدى مكتب الأمم المتحدة في جنيف، أوضح السفير حسن أن الحصار المفروض على الفاشر وما تبعه من مجازر ممنهجة ضد المدنيين ليس تطورًا مفاجئًا، بل نتيجة متوقعة لمسار طويل من الانتهاكات، حسبما أفادت وكالة "رويترز". 

المجتمع الدولي ظل صامتًا ولم يتحرك بصورة جماعية 

وقال: "لقد حذرنا مرارًا، وعلى مدى ثلاث سنوات، من هذا السيناريو الكارثي، لكن المجتمع الدولي ظل صامتًا ولم يتحرك بصورة جماعية أو فاعلة".

وأشار المندوب السوداني، إلى أن الدعم السريع استخدمت خلال هجماتها أساليب "تتطابق مع الجرائم التي تُعرّفها المواثيق الدولية كجرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية"، لافتًا إلى أن ما يجري في الفاشر من قتل جماعي ونزوح قسري وتدمير شامل للبنية التحتية يمثل سياسة متعمدة تهدف إلى تفريغ المدينة من سكانها.

وأضاف أن الحكومة السودانية وثقت عبر الأجهزة الوطنية والمصادر الميدانية المستقلة سلسلة من الجرائم والانتهاكات التي طالت النساء والأطفال وكبار السن، مؤكدًا أن هذه الأفعال تستدعي تحركًا عاجلًا من مجلس حقوق الإنسان والأمم المتحدة لوضع حد لما وصفه بـ"الجرائم الممنهجة".

ودعا السفير حسن المجتمع الدولي، إلى التمييز الواضح بين الدولة السودانية الشرعية وبين الميليشيا المتمردة التي تعمل خارج إطار القانون، مشددًا على أن تجاهل هذا التمييز خلال الأشهر الماضية ساهم في تفاقم الأزمة. 

وأضاف: "المجتمع الدولي لا يمكنه أن يتحدث عن السلام بينما يغض الطرف عن مليشيا ترتكب التطهير العرقي في وضح النهار".

كما طالب السفير بضرورة فتح ممرات إنسانية آمنة لإيصال المساعدات إلى المدنيين المحاصرين في الفاشر والمناطق المجاورة، وتوفير الحماية للكوادر الطبية والإغاثية التي تواجه صعوبات هائلة في العمل الميداني.

وأكد أن الحكومة السودانية ماضية في جهودها الدبلوماسية والسياسية لإطلاع العالم على حقيقة ما يجري في الإقليم، قائلًا إن السودان "لن يتوانى عن تقديم كل الأدلة والوثائق إلى مجلس حقوق الإنسان والهيئات الأممية المختصة لضمان محاسبة المسؤولين عن الجرائم الجارية".

وختم السفير حديثه بالقول إن الفاشر اليوم تمثل اختبارًا حقيقيًا لضمير العالم، مشيرًا إلى أن استمرار الصمت الدولي يعني القبول الضمني بسياسة الإبادة، وهو ما لا يمكن تبريره أخلاقيًا أو إنسانيًا.

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق