أكدت الدكتورة كلوديا شموكر، رئيس مركز الجغرافيا السياسية والجيواقتصادية والتكنولوجيا بالمجلس الألماني للعلاقات الخارجية (DGAP)، خلال مشاركتها في اليوم الثاني من فعاليات منتدى القاهرة الثاني (CAIRO FORUM 2)، أن الاتحاد الأوروبي يجد نفسه اليوم في بيئة جيوسياسية شديدة التعقيد، محاصَرًا بين سياسات تجارية صينية قسرية ومواقف أمريكية حمائية لم تعد تميز بين المنافسين والحلفاء.

تسييس التجارة وتحويلها إلى سلاح 

وقالت شموكر، إن الاقتصاد والتجارة لم يعد من الممكن فصلهما عن الأمن القومي، معتبرة أن الصين والولايات المتحدة تستخدمان أسواقهما كأدوات استراتيجية لفرض النفوذ وضمان التفوق الجيوسياسي، وهذا، بحسب قولها، يشكل تحديًا ضخمًا أمام الاتحاد الأوروبي الذي يعتمد على آليات إجماع معقدة لاتخاذ القرارات الأمنية.

وأشادت بقدرة الاتحاد الأوروبي على مواجهة التحديات عبر فرض 19 حزمة عقوبات على روسيا بعد الحرب في أوكرانيا، لكنها شددت على أن أوروبا بحاجة إلى تطوير أدوات أكثر مرونة لحماية مصالحها الاستراتيجية.

سوق أوروبي جذاب وشراكات مع الجنوب 

وأوضحت شموكر، أن الاتحاد الأوروبي يظل لاعبًا تجاريًا جذابًا عالميًا، نظرًا لقيم الشفافية وسيادة القانون ووجود أكثر من 80 اتفاقية تجارة حرة، لكنها لفتت إلى أن الطريق لمواجهة التحديات ليس باختيار واشنطن أو بكين، بل بتوسيع الشراكات مع دول الجنوب العالمي مثل البرازيل وإندونيسيا وبقية الاقتصادات الصاعدة التي تبحث عن شراكات قائمة على قواعد عادلة.

الطاقة والتكنولوجيا معركة المستقبل

ودعت شموكر الاتحاد الأوروبي إلى تعزيز سوقه الداخلية والاستثمار في سلاسل الإمداد الحيوية والمواد الخام والمعادن النادرة، مؤكدة أن الطاقة والتجارة أصبحت أدوات حرب اقتصادية. كما أشارت إلى أن استراتيجية الأمن الاقتصادي الأوروبي تعتمد على ثلاثة محاور: التعزيز، والحماية، والشراكة، بهدف ضمان قدرة القارة على المنافسة عالميًا دون التخلي عن المبادئ الديمقراطية.