شهدت فعاليات اليوم الثاني من الدورة الثانية لمنتدى القاهرة (CAIRO FORUM 2)، الذي ينظمه المركز المصري للدراسات الاقتصادية، جلسة نقاش موسعة حول "مأزق أوروبا بين الخلافات داخل الاتحاد الأوروبي وضغوط ترامب"
وفي هذا السياق، أكد باولو ماجري، رئيس المجلس الاستشاري والمدير التنفيذي للمعهد الإيطالي للدراسات السياسية الدولية (ISPI)، أن الحديث المتكرر عن انقسام أوروبا وعجزها ليس جديدًا، لكنه لا يعكس الحقيقة التاريخية للاتحاد الأوروبي.
أوروبا تتجاوز الأزمات وتثبت قدرتها على التماسك
قال ماجري إن العالم يسمع منذ ثلاثة عقود وصف أوروبا بأنها منقسمة، غير فعالة، وغير ذات صلة، بداية من الخلافات حول اليورو والتوسع شرقًا، مرورًا بحرب يوغوسلافيا والعراق وأزمة اليورو والهجرة، وصولًا إلى البريكست. ورغم ذلك، أثبتت أوروبا قدرتها على البقاء موحدة واتخاذ خطوات تاريخية، آخرها التوافق غير المسبوق على دعم أوكرانيا.
وأشار إلى أن الاتحاد الأوروبي انتقل من ست دول إلى سبعٍ وعشرين، وهناك عشر دول تنتظر الانضمام، ما يعكس قوة جاذبية النموذج الأوروبي، وأضاف أن فكرة "العمل ككيان واحد" التي دعا إليها ماريو دراجي تعني فيدرالية عملية أو تحالفًا للراغبين لتجاوز الشلل المؤسسي الناجم عن حق النقض.
انتقاد الأداء في غزة
ورغم دفاعه عن التجربة الأوروبية، اعترف ماجري بأن الاتحاد لم يؤدِّ دورًا إيجابيًا للغاية في أزمة غزة بسبب الانقسامات داخل أعضائه، كما انتقد البطء في اتخاذ القرارات، مستشهدًا بـ26 عامًا من المفاوضات حول اتفاق ميركوسور مع أمريكا الجنوبية.
وأوضح أن حماية القيم الديمقراطية وسيادة القانون يجب أن تظل غير قابلة للتفاوض، مؤكدًا أن أوروبا نجحت في إخراج مئات الملايين من الفقر النسبي داخل إطار ديمقراطي يضمن الحقوق.
شدد "ماجري" على ضرورة تعزيز الدفاع الأوروبي والاستثمار في التكنولوجيا والذكاء الاصطناعي والطاقة المستدامة، مضيفًا أن أوروبا أثبتت أنه رغم الأزمات، قادرة على تحقيق المستحيل والتحول إلى قوة عالمية تحافظ على نموذجها الديمقراطي والاقتصادي.











0 تعليق