قبل يوم واحد من الانتخابات الحاسمة على منصب عمدة مدينة نيويورك، اشتعلت الحرب الكلامية بين الرئيس الأميركي دونالد ترامب والمرشح الديمقراطي زهران ممداني، في مواجهة سياسية تتجاوز حدود المدينة إلى أروقة البيت الأبيض.

ترامب صعّد لهجته ضد ممداني، ملوّحًا باستخدام سلطاته الرئاسية لفرض قيود مالية وأمنية مشددة على المدينة في حال فوز المرشح الديمقراطي الذي وصفه بـ"الشيوعي".

تهديدات مباشرة قبل التصويت

في خطاب ناري الأحد، قال ترامب: "لن أسمح لهذا المجنون الشيوعي بإدارة نيويورك. أنا أتحكم في الأزرار وأمتلك الأوراق جميعها"، مضيفًا أنه سيحجب التمويل الفيدرالي عن المدينة إذا فاز ممداني.

ويأتي هذا التصعيد بعد أن أظهرت استطلاعات الرأي تفوق ممداني، وهو سياسي مسلم من أصول هندية وعضو في الحزب الديمقراطي، على منافسيه المستقل أندرو كومو والجمهوري كورتيز سيلوا.

سيناريوهات المواجهة المحتملة

صحيفة "نيوزويك" الأميركية رصدت خمسة سيناريوهات محتملة لرد فعل ترامب في حال فوز ممداني بالمنصب:

1. تكثيف تطبيق قوانين الهجرة

قد تستخدم إدارة ترامب صلاحياتها لتشديد تطبيق قوانين الهجرة في نيويورك، كما حدث سابقًا في لوس أنجلوس وشيكاغو.

ممداني تعهّد بجعل المدينة "ملاذًا آمنًا" للمهاجرين وطرد وكالة الهجرة والجمارك منها، لكن ترامب رد على ذلك بقوله: "حسنًا، سنعتقله عندها."

2. مقاضاة المدينة

البيت الأبيض قد يلجأ للطعن في قرارات ممداني أمام القضاء، خصوصًا تلك التي تقلّص التعاون مع السلطات الفيدرالية.

وسبق أن رفعت إدارة ترامب دعاوى مماثلة ضد مدن تبنّت قوانين تحمي المهاجرين من الترحيل.

3. حجب التمويل الفيدرالي

ترامب هدد مرارًا بقطع التمويل عن نيويورك، لكنه قد يواجه صعوبات قانونية في ذلك، إذ أوضح الخبير الحضري جون مولينكوف أن المساهمات الفيدرالية في ميزانية المدينة "صغيرة نسبيًا" ولا تمثل عنصرًا حاسمًا.

4. زيادة الرقابة الفيدرالية

قد تربط إدارة ترامب أي دعم مالي مستقبلي بالتزام المدينة بسياسات الأمن والهجرة التي يحددها البيت الأبيض، ما يعني تضييقًا على استقلالية الحكم المحلي.

5. نشر قوات فيدرالية

السيناريو الأكثر توترًا يتمثل في إرسال قوات فيدرالية أو الحرس الوطني إلى المدينة، كما فعل ترامب في مدن ديمقراطية أخرى بحجة مكافحة الجريمة وتنفيذ القوانين.

نيويورك بين الاستقلال والمواجهة

يرى محللون أن فوز ممداني سيكون اختبارًا غير مسبوق للعلاقة بين الحكومة الفيدرالية وإدارة مدينة كبرى يقودها تقدمي مسلم من أصول مهاجرة.

وفي حال تصعيد المواجهة، قد تتحول نيويورك إلى ساحة جديدة لصراع النفوذ بين واشنطن والولايات الليبرالية، في معركة تمتد آثارها إلى انتخابات الرئاسة الأميركية المقبلة.