لا يزال اسم النجم المصري محمد صلاح يتصدر عناوين الصحف العالمية، رغم تراجع مستواه مؤخرًا مع نادي ليفربول الإنجليزي، فبينما يحتفل صلاح كأجد هدافي الريدز التاريخيين بالوصول إلى هدفه رقم 250 بقميص النادي العريق، تعيش جماهير الفريق حالة من القلق بعد سلسلة من النتائج المتذبذبة التي أعادت التساؤلات حول مستقبل "الملك المصري" في آنفيلد، واحتمال انتقاله إلى وجهة جديدة قد تكون في الدوري السعودي، الذي يسعى بقوة لاستقطاب النجوم العالميين، ويستعرض تحيا مصر التفاصيل.
صلاح.. بين الإنجاز والانتقادات
سجّل محمد صلاح هدفًا حاسمًا في مباراة فريقه ضد أستون فيلا، ليقود ليفربول إلى فوز ثمين بنتيجة (2-0) ضمن منافسات الجولة العاشرة من الدوري الإنجليزي الممتاز.
الهدف كان بمثابة إنعاش مؤقت للفريق الذي تراجع مستواه بشكل ملحوظ في الأسابيع الأخيرة، كما مثّل محطة خاصة في مسيرة صلاح، إذ بلغ بها الرقم 250 في عدد أهدافه مع ليفربول في مختلف البطولات، ليؤكد مكانته كأحد أعظم من ارتدى القميص الأحمر عبر التاريخ الحديث.
لكن الإنجاز الفردي لم يكن كافيًا لإخماد موجة الانتقادات التي طالت أداء الفريق والمدرب الجديد آرني سلوت، وحتى بعض اللاعبين، بينهم صلاح نفسه.
ورغم أن النجم المصري عبّر عن فخره بالوصول إلى هذا الرقم التاريخي، فإنه لم يُخفِ استياءه من نتائج الفريق الحالية، قائلاً:"لسنا راضين عما نقدمه حتى الآن، لكننا نحتاج فقط إلى بعض الوقت للتأقلم، هناك لاعبون جدد يحتاجون إلى الانسجام مع المجموعة، وأنا واثق أننا سنعود قريبًا إلى مستوانا الحقيقي".

ليفربول.. بين ضياع الهوية وتراجع الأداء
منذ أسابيع قليلة فقط، كان ليفربول أحد أبرز المرشحين للمنافسة على لقب الدوري الإنجليزي، لكن الصورة انقلبت رأسًا على عقب، الفريق الذي عُرف بثباته وقوته الهجومية تحت قيادة يورجن كلوب، بات اليوم يعاني من فقدان الهوية التكتيكية بعد رحيل المدرب الألماني وتولي الهولندي آرني سلوت القيادة الفنية.
أداء الفريق يبدو باهتًا، والانسجام مفقودًا بين خطوطه، فيما تراجعت فعالية الهجوم بشكل لافت ورغم ذلك، يبقى صلاح من القلائل الذين يحافظون على الحد الأدنى من الاتزان الهجومي، بتحركاته وتمريراته الحاسمة.
إلا أن تراجع جودة التمريرات القادمة من الوسط وغياب الدعم من الأجنحة جعلا تأثيره محدودًا، ما أدى إلى انخفاض معدله التهديفي مقارنة بالمواسم السابقة.
ويحتل ليفربول حاليًا المركز الثالث في ترتيب الدوري الإنجليزي الممتاز برصيد 18 نقطة، بفارق 7 نقاط كاملة عن المتصدر أرسنال، ما يجعل موقفه في المنافسة على اللقب صعبًا في ظل تزايد الضغوط الجماهيرية والإعلامية على الجهاز الفني واللاعبين.

خلاف مع سلوت وإشارات للرحيل
التقارير الأخيرة الواردة من إنجلترا تشير إلى أن العلاقة بين محمد صلاح ومدربه سلوت ليست في أفضل حالاتها، فقد جلس النجم المصري على دكة البدلاء في أكثر من مباراة، وهو ما أثار غضبه واستيائه، خصوصًا في ظل عدم وضوح الرؤية بشأن دوره الجديد في خطة المدرب الهولندي.
هذا التوتر، إلى جانب تراجع نتائج الفريق، أعاد الحديث عن إمكانية رحيل صلاح في فترة الانتقالات المقبلة أو على أقصى تقدير بنهاية الموسم الحالي، خاصة مع اقتراب نهاية عقده الذي يمتد لمدة موسم آخر بخلاف الموسم الحالي ودخوله في مرحلة جديدة من مسيرته المهنية التي قد تتطلب تحديًا مختلفًا.

الدوري السعودي.. الوجهة الأقرب؟
صحيفة الكأس القطرية كشفت مؤخرًا عن وجود اهتمام جدي من أندية الدوري السعودي بضم محمد صلاح خلال الميركاتو المقبل، مقابل صفقة ضخمة قد تصل إلى 150 مليون جنيه إسترليني.
ووفقًا للتقارير، فإن ثلاثة من أندية "الصندوق" السعودي تتنافس على توقيع النجم المصري، في إطار استمرار خطة الدوري لجذب النجوم العالميين ورفع القيمة التسويقية للبطولة، بعد نجاحات سابقة تمثلت في التعاقد مع كريستيانو رونالدو، كريم بنزيما، ونيمار الذي رحل عن الهلال السعودي.
ويبدو أن صلاح، الذي يبلغ من العمر 33 عامًا، أصبح هدفًا مثاليًا لهذه الأندية، فهو يتمتع بجماهيرية ضخمة في العالم العربي وإفريقيا، إلى جانب خبرة طويلة في أعلى مستويات الكرة الأوروبية، انتقاله إلى الدوري السعودي لن يكون مجرد صفقة رياضية، بل خطوة تسويقية ضخمة ترفع من مكانة البطولة على المستوى العالمي.

جالطة سراي يدخل السباق
لم يقتصر الاهتمام بصلاح على الأندية السعودية فحسب، إذ أشارت تقارير أخرى إلى أن نادي جالطة سراي التركي يراقب وضع اللاعب تمهيدًا للتفاوض معه في نهاية الموسم، النادي التركي يسعى إلى استثمار علاقته الجيدة مع وكلاء اللاعبين العرب لجذب النجم المصري، خاصة إذا قرر الرحيل عن الدوري الإنجليزي.

صلاح بين المجد الأوروبي والإغراء المالي
السؤال الذي يفرض نفسه اليوم: هل يقرر محمد صلاح خوض تجربة جديدة في الشرق الأوسط، حيث المال والشهرة والجماهير العربية التي تترقب عودته إلى الملاعب الإقليمية؟ أم يفضل البقاء في أوروبا للحفاظ على تنافسيته في أعلى المستويات؟
صلاح يدرك جيدًا أن أي خطوة مقبلة ستكون حاسمة في مسيرته، فهو لا يزال قادراً على العطاء، لكن ضغوط ليفربول، وتوتر علاقته بالمدرب، وتراجع الحافز، كلها عوامل قد تدفعه لتغيير الأجواء قريبًا.
في النهاية، يبقى مستقبل محمد صلاح مفتوحًا على كل الاحتمالات، لكن المؤكد أن الدوري السعودي يبدو الأقرب في هذه اللحظة، مستعدًا لتقديم عرض لا يُقاوم لنجمٍ لا يزال في عيون جماهيره رمزًا للفخر العربي في ملاعب أوروبا.












0 تعليق