صفقة القرن الجديدة؟ ترامب يمنح دمشق «فرصة للبقاء» ويدعو الشرع إلى واشنطن

تحيا مصر 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

في خطوة وصفت بأنها غير مسبوقة منذ أكثر من عقد، أعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب أن قرار رفع العقوبات المفروضة على دمشق جاء بمنزلة «منح الحكومة السورية فرصة للبقاء والانخراط في العملية السياسية»، مؤكدًا أن هذه الخطوة لا تمثل تحولًا جذريًا في الموقف الأمريكي، بل اختبارًا حقيقيًا لقدرة القيادة السورية على الالتزام بالتعهدات الدولية وتهيئة بيئة مناسبة للحل السياسي الشامل في البلاد.

زيارة مرتقبة إلى واشنطن لبحث التعاون الأمني

وكشفت وسائل إعلام أمريكية أن الرئيس السوري أحمد الشرع سيزور العاصمة واشنطن في 10 نوفمبر الجاري، حيث من المقرر أن يلتقي الرئيس ترامب في البيت الأبيض، في أول زيارة رسمية من نوعها منذ اندلاع الأزمة السورية قبل أكثر من أربعة عشر عامًا. 

وتأتي الزيارة وسط حراك دبلوماسي مكثف، تسعى من خلاله واشنطن إلى إرساء اتفاق أمني حدودي بين سوريا وإسرائيل قبل نهاية العام الحالي، ضمن مساعٍ لتقليص التوترات الإقليمية وإعادة تشكيل التحالفات في الشرق الأوسط.

انضمام مرتقب إلى التحالف الدولي ضد داعش

ونقل موقع "أكسيوس" الأمريكي عن توم باراك، المبعوث الأمريكي إلى سوريا ولبنان، أن من المتوقع أن يوقع الرئيس السوري خلال زيارته اتفاقية للانضمام رسميًا إلى التحالف الدولي ضد تنظيم داعش، في خطوة ستعيد رسم خريطة العلاقات العسكرية والاستخباراتية في المنطقة. 

وأوضح باراك أن واشنطن تعتبر هذه المشاركة مؤشرًا على جدية دمشق في محاربة الإرهاب والانخراط في النظام الدولي مجددًا بعد سنوات من العزلة السياسية.

التحالفات الجديدة والقلق الإقليمي

وأشار باراك في تصريحات أدلى بها خلال مشاركته في منتدى حوار المنامة إلى أن الإدارة الأمريكية تسعى لخلق توازن استراتيجي جديد في المنطقة، مؤكدًا أن «السوريين يقومون بعمل جيد» في احتواء التوترات الإقليمية، لكنه حذر في الوقت نفسه من إمكانية انفلات الأوضاع في لبنان إذا لم تُضبط التفاعلات بين القوى المحلية والإقليمية.

مرحلة جديدة من الانفتاح الحذر

ويرى مراقبون أن هذه التطورات تمثل بداية مرحلة انفتاح أمريكي حذر تجاه دمشق، مدفوعًا برغبة واشنطن في ضمان أمن حدود إسرائيل وتقليص النفوذ الإيراني والروسي في المنطقة، مع الإبقاء على أدوات الضغط السياسي لضمان التزام سوريا بالإصلاحات المطلوبة. 

وبينما يُنظر إلى زيارة الشرع بوصفها تاريخية ومفصلية، فإنها تفتح الباب أمام احتمالات واسعة لإعادة سوريا إلى الخريطة الدبلوماسية العالمية بعد سنوات من القطيعة والعقوبات.

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق