وصف مينا فهيم، الشماس بكنيسة السيدة العذراء مريم بالبربا بإيبارشية أبوقرقاص للأقباط الكاثوليك، مشاركته فى حفل افتتاح المتحف المصرى الكبير بأنها لحظات لا تنسى، مشيرًا إلى أنه هو من اقترح لحن «يا ملك السلام»، وهى من لحن إبؤرو الذى يستخدم فى المناسبات الكنسية، على المايسترو ناير ناجى، الذى قاد الأوركسترا، فوافق عليها لأنها مناسبة لروح الحفل.
وأوضح «فهيم»، البالغ من العمر ١٨ عامًا، خلال حديثه لـ«الدستور»، أن الشيخ إيهاب يونس، الذى شاركه أداء الفقرة التى عبرت عن الوحدة الوطنية المصرية، كان مصدر إلهام كبير له، على المستويين الفنى والإنسانى، خاصة أنه كان من المعجبين به قبل أن يلقاه، منوهًا إلى أنه يطمح خلال الفترة المقبلة إلى تقديم أعمال وطنية بطابع قبطى، ليثبت أن الفن القبطى هو فن مصرى أصيل ومحبوب وفى قلب كل مصرى.
■ بداية.. ما شعورك أثناء المشاركة فى حفل افتتاح المتحف المصرى الكبير؟
- كانت لحظات لا توصف، فالوقوف فى هذا الحدث العالمى تحت أنظار الجميع، وهيبة الوقوف أمام الرئيس عبدالفتاح السيسى، وفى حضرة آثار مصر العظيمة، يجعل الإنسان فى قمة الحرص، لأن عليه أن يُحافظ على المسئولية التى أُسندت إليه، وأن يكون مُشرفًا لوطنه الغالى، مصر، وكنيسته التى حفظ فيها هذه الألحان الشجية التى نالت استحسان المشاهدين.
■ كيف تم ترشيحك للمشاركة فى الحفل؟
- الدكتور ماجد سليمان، المدرس بمعهد الموسيقى العربية، هو من قام بترشيحى، إذ طلب منى تسجيل مقطع فيديو بصوتى، وعرضه على المايسترو ناير ناجى، فنال استحسانه، وبفضل من الله، تم اختيارى من بين مجموعة من المتقدمين.
■ هل قدمت نفس اللحن الكنسى الذى شاركت به فى الحفل؟
- لا، بل قدمت لحنًا كنسيًا آخر، اسمه لحن «نيفى نيفين»، وهو لحن كنسى يُقال أثناء المرحلة الختامية للقداسات الإلهية، ويُتلى باللغة القبطية كذلك، فى ختام مزمور التوزيع.
■ من أين جاءت فكرة تلاوة لحن «يا ملك السلام»؟
- المناسبة هى التى فرضت علينا هذا اللحن العظيم، فلا مناسبة تدعو للسلام أكثر من هذه، وكان من الطبيعى أن يُقال لحن يدعو للسلام فيها، فاقترحت اللحن على المايسترو ناير ناجى، فشجع الفكرة، وتدربت عليها لمدة شهر كامل، أى من أول شهر أكتوبر الماضى، ثم تدربت على المسرح فى آخر ١٥ يومًا قبل حفل الافتتاح.
■ من اختار الملابس التى ارتديتها؟
- ارتديت «التونية» و«البطراشيل»، و«التونية» هى الجلباب الأبيض الفضفاض الذى يرتديه الشمامسة والكهنة أثناء القداس الإلهى، أما «البطراشيل» فهو الوشاح الأحمر الذى كان فوقها، وهى الملابس الخاصة بالخدمة الكنسية للشمامسة.
وجاءت فكرة ارتداء هذه الملابس بالتنسيق مع مسئولى الملابس، وعلى رأسهم خالد عزام ومى جلال.
■ كيف كانت علاقتك بالشيخ إيهاب يونس الذى شارك فى أداء الفقرة نفسها؟
- أحبه حبًا جمًا، ولم تكن بينى وبين فضيلته أى علاقة قبل البروفات، إلا أننى كنت من المعجبين به قبل أن ألتقيه، وحينما التقيته وجدت أن موهبته لم تكن فى الصوت فقط، فهو رجل دمث الخلق، ومشجع، ويحتوى الآخرين، وداعم للجميع.
وقد شعرت أننى أعرفه منذ زمن كبير، وقدم لى محبة كبيرة وساعدنى كثيرًا فى عملية الدمج التى حدثت بين التواشيح واللحن، ما أثار حماسة المشاهدين، وقدم مثالًا حقيقيًا لعملية الوحدة الوطنية والجسد المصرى الواحد والنسيج المتلاحم بين المصريين.
والحقيقة أن الشيخ إيهاب يونس كان مصدر إلهام كبير لى.
■ ماذا عن الدعم الكنسى لك؟
- تلقيت عدة اتصالات للتشجيع من الكنيسة ورجالها وآبائها، مثل نيافة الحبر الجليل الأنبا بشارة جودة، مطران إيبارشية أبوقرقاص وملوى ودير مواس، ونيافة الحبر الجليل الأنبا باخوم، والنائب البطريركى لشئون الإيبارشية البطريركية، لتشجيعى وتهنئتى ودعمى كنسيًا ووطنيًا.
ما خططك الفنية للمرحلة المقبلة؟
- أطمح لأن أقدّم أعمالًا فنية ووطنية بنفس الطابع الكنسى الذى قدمته، خاصة تلك التى تتسم بالطابع القبطى من جهة اللغة والموسيقى، لأثبت للعالم أن الفن القبطى فن مصرى أصيل ومحبوب وفى قلب كل مصرى محب لوطنه.













0 تعليق