أطلق رئيس اتحاد بلديات غزة، الدكتور علاء الدين البطة، تحذيراً شديد اللهجة من تفاقم الكارثة الإنسانية في القطاع، مؤكداً أن ما دخل من المساعدات والخيام "غير كافٍ إطلاقاً" لتلبية الاحتياجات المتزايدة للسكان الذين أنهكتهم الحرب والحصار.
وقال البطة في تصريحات لقناتي العربية والحدث، إن القطاع يواجه أوضاعاً مأساوية، مشيراً إلى أن "غزة بحاجة ماسة إلى آليات لانتشال الجثث ودفنها"، في ظل غياب المعدات والكوادر الكافية للتعامل مع حجم الدمار وعدد الضحايا.
وضع إنساني متدهور
وأضاف أن "الوضع الإنساني في غزة صعب جداً وبحاجة إلى تدخل عاجل"، لافتاً إلى أن البلديات تعمل بأدوات محدودة وسط انهيار شبه كامل في البنية التحتية والخدمات الأساسية، من مياه وصرف صحي وكهرباء ونقل.
يأتي ذلك فيما تواصل إسرائيل، رغم سريان اتفاق وقف إطلاق النار منذ 10 أكتوبر/تشرين الأول الماضي، تنفيذ ضربات محدودة داخل القطاع، وتمنع دخول المساعدات بالكميات التي تم الاتفاق عليها.
أرقام صادمة عن المساعدات
وبحسب وكالة "الأناضول"، فإن متوسط عدد الشاحنات التي دخلت غزة منذ بدء تنفيذ الاتفاق لا يتجاوز 89 شاحنة يومياً، من أصل 600 شاحنة يُفترض دخولها لتأمين الحد الأدنى من الاحتياجات الأساسية للسكان.
وأكد المكتب الإعلامي الحكومي في غزة أن هذا المعدل "لا يلبي الحد الأدنى من احتياجات 2.4 مليون فلسطيني"، واعتبر أن استمرار هذا الوضع يعكس "سياسة خنق وتجويع منظمة تمارسها إسرائيل بحق المدنيين"، وفق بيانه الرسمي.
سياسة "الخنق والتجويع"
المكتب أوضح أن ما يدخل من مساعدات لا يغطي سوى جزء ضئيل من الغذاء والدواء المطلوب يومياً، فيما تبقى مئات الشاحنات عالقة عند المعابر بانتظار الموافقة الإسرائيلية.
وتصف منظمات إنسانية الوضع في غزة بأنه "كارثة إنسانية مكتملة الأركان"، إذ يفتقر معظم السكان إلى المياه الصالحة للشرب والمأوى والغذاء، بينما تعاني المستشفيات من نقص حاد في الأدوية والوقود.
تنسيق دولي محدود
وفي محاولة للسيطرة على الأزمة، أنشئ مركز التنسيق المدني العسكري جنوب تل أبيب، بمشاركة نحو 40 دولة ومنظمة دولية، لمتابعة تنفيذ اتفاق وقف إطلاق النار وتسهيل دخول المساعدات إلى القطاع المدمر بعد عامين من الحرب الدامية.
غير أن المنظمات الإنسانية تؤكد أن هذا الجهد "لم يترجم على الأرض بعد"، إذ ما تزال القوافل تواجه عراقيل لوجستية وأمنية، تجعل من كل يوم يمر على غزة معاناة مضاعفة لأهلها.














0 تعليق