تحدث الدكتور عمرو منير أستاذ التاريخ بجامعة قناة السويس عن افتتاح المتحف المصري الكبير.

افتتاح المتحف المصري الكبير

يقول الدكتور عمرو منير:" افتتاح المتحف المصري الكبير لحظة فارقة في تاريخ الذاكرة الإنسانية، لا تُقاس بحجم المبنى ولا بعدد القطع المعروضة، بل بطبيعة الفكرة التي يحملها هذا الصرح الفريد: أن الماضي لا يُختزن، بل يُعاد إنطاقه من جديد.
ويضيف:" المتحف لا يشبه متاحف أوروبا التي جمعت كنوز مصر واحتجزتها خلف جدران غريبة؛ إنه بيت الذاكرة الأصلي، حيث عاد الأثر إلى أرضه، وعادت الحكاية إلى لغتها الأولى. هنا لا تُعرض الآثار كغنائم، بل كشهودٍ على قدرة المصريين على تحويل الزمن إلى معنى.

ويكمل:" يمتاز المتحف بخاصية لا تُقلَّد: مزج العلم بالأسطورة في صياغة تجربة معرفية وروحية معًا. فهو لا يُقصي حكايات "الرصد" و"الطلسم" و"لعنة الفراعنة"، بل يعيد تأويلها بوصفها أشكالًا رمزية لحماية الميراث، ووعيًا شعبيًا سابقًا على القانون، أدرك أن العبث بالحجر عبث بالهوية.
ويواصل:" وفي قاعاته الممتدة، تلتقي الدهشة القديمة بالتقنية الحديثة، فتتحوّل زيارة المتحف إلى رحلة في طبقات الوعي المصري: من السحر إلى العلم، ومن الخيال الشعبي إلى المعرفة الأكاديمية.

ليس المتحف المصري الكبير مجرد مخزنٍ للآثار، بل بيان ثقافي عن مصر التي تعرف كيف تصوغ ذاكرتها من جديد، مصر التي تحوّل الأسطورة إلى معرفة، والماضي إلى طاقة للمستقبل.

الدكتور عمرو منير

ويختتم:" وحين يُفتح الباب أمام الزائر، يدخل التاريخ نفسه في حوارٍ مفتوح مع الحاضر، لتقول مصر للعالم: هنا تبدأ الذاكرة، وهنا يستمر الإنسان.