فند الدكتور محمود الأبيدي، أحد علماء وزارة الأوقاف، المفاهيم المغلوطة التي تُثار حول الحديث النبوي الشريف: "إنما الشؤم في ثلاثة: في الفرس والمرأة والدار"، مؤكدًا أن هذا الحديث صحيح وثابت في الصحيحين، لكنه يُفهم أحيانًا على غير وجهه الصحيح، ويُستخدم في غير سياقه.
وأوضح الأبيدي، خلال مداخلة هاتفية مع الإعلامية مروة شتلة في برنامج "حواء" على قناة الناس، أن الحديث لا يُقصد به التعميم على جميع النساء، بل يشير إلى صفات سلبية محددة، مثل المرأة التي تُشيع التوتر داخل الأسرة، وتُكثر من الجدال والنميمة، وتُسبب القطيعة، تمامًا كما يُقصد بالدار التي تكثر فيها الفتن، أو الفرس (السيارة حاليًا) التي تتكرر أعطالها وتُسبب الأذى.
وأشار إلى أن فهم السنة النبوية لا ينبغي أن يكون من ظاهر النصوص فقط، بل يجب أن يُستند إلى مقاصد الشريعة وروحها، مؤكدًا أن النبي صلى الله عليه وسلم كان حريصًا على ترسيخ الفهم العميق والواعي.
واستشهد "الأبيدي" بعدد من الأحاديث التي تُعلي من شأن المرأة، منها: "الدنيا متاع وخير متاعها المرأة الصالحة"، وحديث: "أمك، ثم أمك، ثم أمك، ثم أبوك"، مشيرًا إلى أن الإسلام هو الدين الوحيد الذي أفرد للمرأة سورة كاملة، ومنحها ذمة مالية مستقلة، وفرض على الرجل رعايتها والإنفاق عليها.
ونقل عن الإمام ابن حجر العسقلاني تفسيره للحديث، بأن الشؤم في المرأة قد يُقصد به عدم الإنجاب أو التسبب في تعاسة زوجية، وفي الفرس التي لا تُستخدم في الجهاد، وفي الدار التي يسكنها جار السوء.
واختتم حديثه بالتأكيد على أن النصوص الشرعية لا تُفسر إلا من خلال أهل العلم، حتى لا تُستغل في تشويه صورة الإسلام أو الإساءة إلى المرأة.











0 تعليق