أكد الكاتب شعبان يوسف أن افتتاح المتحف المصري الكبير لا يعد حدثًا محليًا أو إقليميًا فحسب، بل هو حدث عالمي بكل المقاييس، يعيد إلى الواجهة مجد الحضارة المصرية القديمة بكل ما تحمله من عمق فكري وروحي وإنساني، وأوضح أن هذا الافتتاح يمثل لحظة تاريخية تتجاوز حدود مصر الجغرافية، لتذكر العالم بأسره بأن المصريين كانوا روادًا في تأسيس معالم الحضارة الإنسانية الأولى.
مصر القديمة لم تكن مجرد مهدٍ لحضارة مادية بل كانت مركزًا لإشعاع فكري وروحي
وأشار يوسف إلى أن مصر القديمة لم تكن مجرد مهدٍ لحضارة مادية، بل كانت مركزًا لإشعاع فكري وروحي أثر في مختلف الشعوب على مر العصور، قائلًا: "أعتقد أن أي حضارة في العالم، في أي زمان ومكان، تحمل في داخلها أثرًا من الحضارة المصرية القديمة"، موضحًا أن ما تركه المصريون من نظم اجتماعية وتقاليد وعادات، لا يزال ينعكس حتى اليوم في تفاصيل الحياة الإنسانية حول العالم.
وأضاف أن المصريين القدماء تميزوا بتفردهم في الكثير من العلوم والفنون، من أبرزها علم التحنيط الذي ظل سرًّا غامضًا لم يتمكن أحد من تقليده حتى الآن، ما يدل على عمق معرفتهم وابتكارهم في مجالات الطب والروحانيات والفكر.
افتتاح المتحف الكبير فتح ثقافي ومعرفي شامل يعيد إحياء ثقافة مصر القديم
وتابع "شعبان" أن افتتاح المتحف الكبير ليس مجرد "افتتاح لمبنى أثري جديد"، بل هو فتح ثقافي ومعرفي شامل يعيد إحياء ثقافة مصر القديمة، التي كانت في بعض جوانبها غير مرئية أو غير معروفة للأجيال الحديثة. وقال إن تسليط الضوء من جديد على هذه الحضارة لا يعني استعادة نظمها السياسية أو تقاليدها القديمة، بل الاستفادة من روحها العلمية والعقلانية التي ميزت المصريين القدماء، الذين عاشوا حياة تميل إلى التفكير المنهجي والعقل العملي، بعيدًا عن الغيبيات.
الحدث يمثل "علامة فارقة" في المشهد الثقافي والفكري العالمي
وشدد "يوسف" على أن هذا الحدث يمثل "علامة فارقة" في المشهد الثقافي والفكري العالمي، إذ سينقل بصر العالم وإعلامه وثقافته إلى منطقة جديدة من الوعي بالحضارة المصرية، في زمن يزدحم بالأحداث الدامية والعنف والرعب في أماكن متعددة من العالم.
واختتم ا: "أتمنى ألا يمر افتتاح المتحف المصري الكبير مرور الكرام، لأنه ليس مجرد احتفال أثري، بل وقفة طويلة أمام عظمة المصريين القدماء، أمام علومهم وفنونهم وإنجازاتهم، منذ فجر التاريخ وحتى اليوم".

















0 تعليق