على مشارف الأهرامات، حيث يلتقي الماضي بالحاضر في لوحة من الضوء والحجر، يقف المتحف المصري الكبير كأنه «هرم رابع» يحكي قصة مصر من جديد، ليس مجرد مبنى يضم كنوزًا، بل شهادة على عبقرية المصريين المعاصرين الذين واصلوا ما بدأه الأجداد قبل آلاف السنين، وهناك، بين رمال الجيزة الذهبية، يتجسد الحلم الذي انتظرته الأجيال، ويتردد صدى الفخر في كل زاوية من صالاته العملاقة.
الرحلة التي قادت إلى تشييد هذا الصرح لم تكن سهلة
أكد الدكتور حسين عبد البصير، المشرف العام الأسبق على مشروع المتحف المصري الكبير، أن الرحلة التي قادت إلى تشييد هذا الصرح لم تكن سهلة، إذ كانت الأرض التي أُقيم عليها المتحف تتوزع بين ثلاث جهات مختلفة؛ جزء يتبع شركة المقاولون العرب، وآخر لوزارة الداخلية، وثالث لوزارة الدفاع، قبل أن تتوحد الجهود ليولد الحلم على أرض الواقع.
لم يكن يتخيل أحد أن يصل المشروع إلى هذا المستوى
وأوضح الدكتور حسين عبد البصير، المشرف العام الأسبق على مشروع المتحف المصري الكبير، خلال حواره مع الإعلامية حياة قطوف والإعلامي محمد الجوهري، في التغطية الخاصة لافتتاح المتحف عبر برنامج صباح البلد على قناة صدى البلد، أن أحدًا لم يكن يتخيل أن يصل المشروع إلى هذا المستوى المذهل من الإبداع العمراني والفني.
وأشار الدكتور حسين عبد البصير، المشرف العام الأسبق على مشروع المتحف المصري الكبير، إلى أن اختيار موقع المتحف في أحضان أهرامات الجيزة لم يكن صدفة، بل كان رؤية عبقرية تهدف إلى ربط حاضر مصر بماضيها المجيد، في إشارة رمزية إلى أن المصريين المحدثين يسيرون على خطى أجدادهم الفراعنة في البناء والإبهار.
وأضاف الدكتور حسين عبد البصير، المشرف العام الأسبق على مشروع المتحف المصري الكبير، أن الفكرة الأولى للمتحف انطلقت عام 1992 حين طرحها الفنان فاروق حسني، وزير الثقافة الأسبق، ثم وُضع حجر الأساس في عام 2002، ليبدأ العمل الحقيقي في مركز الترميم عام 2010، وصولًا إلى هذا الإنجاز الذي وصفه بأنه «ولادة هرم جديد» في تاريخ العمارة المصرية.
المتحف المصري الكبير ليس مجرد مشروع ثقافي
واختتم الدكتور حسين عبد البصير، المشرف العام الأسبق على مشروع المتحف المصري الكبير، حديثه قائلًا إن المتحف المصري الكبير ليس مجرد مشروع ثقافي، بل هو ملحمة وطنية أثبتت أن مصر لا تزال قادرة على صياغة الدهشة، وأن أبناءها يحملون في عروقهم جينات العبقرية التي شيّدت أولى عجائب الدنيا.
















0 تعليق