في إطار جهود الدولة المصرية للاستعداد لافتتاح المتحف المصري الكبير، الذي من المقرر أن يشهده مساء اليوم فخامة الرئيس عبد الفتاح السيسي، بحضور دولي رفيع المستوى يضم عدداً من الملوك والأمراء والرؤساء ورؤساء الحكومات، تلقت الدكتورة منال عوض، وزيرة التنمية المحلية والقائم بأعمال وزيرة البيئة، تقريراً شاملاً حول جهود الوزارة في دعم استعدادات محافظة الجيزة للاحتفالية العالمية المنتظرة.

مشروعات تطوير شاملة لرفع كفاءة المنطقة المحيطة بالمتحف

استعرضت الوزيرة في بيانها أن أعمال وزارة التنمية المحلية في المنطقة المحيطة بالمتحف تأتي كجزءٍ أساسي من الرؤية الشاملة للمشروع القومي، مؤكدة أن المتحف لا يمثل مجرد صرح أثري أو ثقافي، بل نواة لتطوير عمراني شامل لمنطقة الجيزة بأكملها.
وأوضحت أن الوزارة نفذت حزمة من المشروعات المتكاملة لرفع كفاءة البنية التحتية والطرق وتحسين الصورة الجمالية للمنطقة بما يليق بمكانة مصر الحضارية.

رفع كفاءة الطرق والمحاور الرئيسية

شملت الجهود تطوير الطرق والمحاور والشوارع المؤدية إلى المتحف المصري الكبير، وعلى رأسها طريق القاهرة–الإسكندرية الصحراوي، حيث تم رفع كفاءة الطريق وإعادة رصفه وتقويته ليكون في أبهى صورة أمام ضيوف مصر من مختلف دول العالم.
كما تم تنفيذ أعمال تطوير بطول 7.5 كيلومتر من ميدان الرماية وحتى نفق حازم حسن بمتوسط عرض 33 متراً، بتكلفة إجمالية بلغت 232.151 مليون جنيه ضمن الخطة الاستثمارية لوزارة التنمية المحلية للعام المالي 2023/2024.
وأوضحت الوزيرة أن تكلفة أعمال تقوية وإعادة رصف طريق مصر–الإسكندرية الصحراوي بلغت نحو 201.153 مليون جنيه، في حين تم تخصيص 25.915 مليون جنيه لأعمال تحسين شبكة الإنارة العامة على طول الطريق، بما يعزز المظهر الجمالي والحضاري للمنطقة ليلاً ونهاراً.

تحسين المظهر الجمالي والهوية البصرية للمنطقة

وأكدت الدكتورة منال عوض أن جهود الوزارة لم تتوقف عند تطوير البنية التحتية، بل امتدت إلى تحسين الهوية البصرية والمشهد العام للمنطقة المحيطة بالمتحف، من خلال إعادة تأهيل واجهات المباني والمحال التجارية الواقعة على الطرق المؤدية إلى المتحف.
وقد شملت الأعمال طلاء الواجهات، وتركيب لوحات إعلانية موحدة، وإزالة الإشغالات والتعديات، فضلاً عن تنفيذ مشروعات للتشجير وزراعة المسطحات الخضراء على طول الطرق والميادين القريبة لتحسين جودة الهواء وتعزيز الإحساس بالجمال الحضاري.

تعزيز الخدمات البيئية والصرف ومياه الأمطار

أشار التقرير إلى تنفيذ مشروعات خاصة بالبنية التحتية البيئية، تضمنت إنشاء آبار (قايسونات) وبالوعات لصرف مياه الأمطار على امتداد الطرق من الطريق الدائري حتى محور 26 يوليو، بتكلفة بلغت 4.706 ملايين جنيه.
كما تم رفع نحو 330 ألف طن من المخلفات والتراكمات من المناطق المحيطة بالمتحف والشوارع المؤدية إليه، بتكلفة إجمالية قدرها 57 مليون جنيه، ما يعكس حرص الوزارة على توفير بيئة نظيفة وصحية تليق بمستوى الحدث الدولي.

جهود متكاملة لتحويل المنطقة إلى مقصد سياحي متطور

أكدت الوزيرة أن هذه الجهود تأتي ضمن خطة متكاملة تهدف إلى تحويل المنطقة المحيطة بالمتحف المصري الكبير إلى منطقة جذب سياحي متكاملة الخدمات، بحيث يبدأ انبهار الزائر منذ لحظة دخوله المنطقة وحتى مغادرته.
وأضافت أن المشروع يجسد رؤية الدولة في دمج التنمية الحضرية مع الثقافة والسياحة، ليصبح المتحف ليس فقط وجهة لعرض التاريخ، بل مركزاً نابضاً بالحياة يجمع بين الجمال والتنظيم والخدمات.

ترجمة عملية لتوجيهات القيادة السياسية

وشددت الدكتورة منال عوض على أن ما تم تنفيذه يعكس توجيهات القيادة السياسية وتكليفات رئيس مجلس الوزراء بتحقيق نقلة نوعية في المظهر الحضاري للمنطقة، بما يليق باسم مصر ومكانتها العالمية.
وأكدت أن هذا المشروع يمثل نموذجاً ناجحاً للتعاون بين مؤسسات الدولة لتحقيق مستهدفات رؤية مصر 2030 للتنمية المستدامة، مشيرة إلى أن الجهود المبذولة لا تهدف فقط إلى دعم الحدث التاريخي لافتتاح المتحف، بل إلى خلق بيئة دائمة الجذب للاستثمار والسياحة والتنمية المستدامة في محافظة الجيزة.

ختام: المتحف الكبير.. واجهة مصر الحضارية الجديدة

اختتمت وزيرة التنمية المحلية تصريحها بالتأكيد على أن المتحف المصري الكبير سيصبح واجهة حضارية عالمية تعكس تاريخ مصر الممتد عبر العصور، وأن ما أنجزته الوزارة من أعمال تطوير هو جزء من قصة نجاح وطنية تؤكد أن إرادة المصريين قادرة على تحويل الرؤى إلى واقع، ليبقى المتحف رمزًا لتاريخٍ خالد ومستقبلٍ واعد.