في قلب الجيزة، وعلى بُعد خطوات من أهراماتها الشاهقة التي تتحدى الزمن، يقف المتحف المصري الكبير كأنه جسرٌ بين الماضي والحاضر، بين أسرار الفراعنة وسحر المعمار الحديث، ليس مجرد مبنى، بل ملحمة من الضوء والحجر تحكي قصة حضارةٍ خالدة تتجدد بأبهى صورها، وبين عبقرية التصميم وروعة المحتوى، يستعد هذا الصرح لأن يكون الحدث العالمي الذي يخطف أنظار الكوكب بأسره.

يتجه أنظار العالم نحو الجيزة حيث يستعد المتحف المصري الكبير لفتح أبوابه أمام الزائرين، في حدث يوصف بأنه الأضخم في تاريخ المتاحف الحديثة، وهذا الصرح الذي يُعد هدية مصر للعالم، يجسد مزيجًا فريدًا من عبق التاريخ وروعة العمارة المعاصرة.

لحظة افتتاح المتحف المصري الكبير تمثل «عيدًا للحضارة»

الدكتورة هدى سلامة، الخبيرة في إدارة المتاحف والمواقع الأثرية، أوضحت خلال مداخلة مع برنامج صباح البلد أن لحظة افتتاح المتحف المصري الكبير تمثل «عيدًا للحضارة»، إذ يعيد المتحف تقديم الصورة التاريخية لمصر بروح جديدة، تجمع بين الأصالة والتجديد.

وأكدت أن اختيار التصميم لم يأتِ صدفة، بل جاء بتخطيط هندسي ينسجم مع أهرامات الجيزة، ليخلق تناغمًا بصريًا يعكس استمرارية العظمة من الماضي إلى الحاضر.

وأضافت أن الطابع الهرمي الذي يميز هيكل المتحف يمنحه هوية فريدة تُحاكي عظمة الموقع التاريخي الذي يحتضنه، موضحة أن هذا التكامل المعماري يجسد فكرة التواصل الزمني بين ما أنجزه المصري القديم وما يبدعه المصري الحديث.

وفي سياق متصل، كشفت الخبيرة الأثرية عن أن المتحف يضم أكبر مركز للترميم في الشرق الأوسط، مزود بأحدث الأجهزة والمعامل المتخصصة في صيانة الأخشاب والمنسوجات والبردي والمومياوات. 

كما أشارت إلى أن جميع القطع الأثرية خضعت لعمليات ترميم دقيقة استمرت سنوات طويلة، لتُعرض أخيرًا في أبهى صورة أمام زوار المتحف من مختلف أنحاء العالم.

المتحف المصري الكبير يمثل أيقونة ثقافية فريدة تجسد الحضارة المصرية عبر عصورها المختلفة

من جانبه، قال الدكتور حسام هزاع، الخبير السياحي، إن المتحف المصري الكبير يمثل أيقونة ثقافية فريدة تجسد الحضارة المصرية عبر عصورها المختلفة، من عصور ما قبل التاريخ مرورًا بالدولة القديمة والحديثة وحتى العصر الحديث.

وأوضح أن هذا المتحف لا يكتفي بعرض كنوز الفراعنة فحسب، بل يجسد أيضًا تفاعل الحضارة المصرية مع التطور التكنولوجي والفني في عصرنا الراهن.

المتحف سيعيد تسليط الأضواء على مصر كوجهة عالمية للسياحة الثقافية

وأكد هزاع أن المتحف سيعيد تسليط الأضواء على مصر كوجهة عالمية للسياحة الثقافية، مشيرًا إلى أنه سيبهر الزوار من مختلف الجنسيات بتجربة تجمع بين التاريخ والفن والإبهار البصري، لتصبح زيارة المتحف رحلةً عبر الزمن تمتد من الماضي العريق إلى المستقبل المشرق.