أعلن رئيس وزراء السودان كامل إدريس، حالة الاستنفار القصوى في مدينتي الفاشر وبارا، عقب التصعيد العسكري الكبير الذي تشهده ولايتا شمال دارفور وشمال كردفان، مشيرًا إلى أن الانتهاكات التي ترتكبها مليشيا الدعم السريع في إقليم دارفور ترقى إلى مستوى "حملة منظمة لإبادة شعب بأكمله".
وفي بيان رسمي صدر مساء أمس الخميس، شدد "إدريس" على أن الحكومة السودانية "لن تقف مكتوفة الأيدي أمام الجرائم المروعة التي تُرتكب بحق المدنيين"، مؤكداً أن الدولة ستتخذ كل الإجراءات العسكرية والسياسية والإنسانية اللازمة لحماية المواطنين واستعادة السيطرة على المناطق التي اجتاحتها المليشيا خلال الأيام الماضية.
عمليات قتل واسعة النطاق في الفاشر ونيالا
وأوضح رئيس الوزراء، أن التقارير الواردة من الفاشر ونيالا وزالنجي تشير إلى عمليات قتل واسعة النطاق ونهب ودمار للمستشفيات والمراكز الصحية، إضافة إلى استهداف مباشر للبنية التحتية المدنية، وهو ما وصفه بأنه "أسلوب ممنهج يهدف إلى تفريغ الإقليم من سكانه الأصليين وفرض واقع جديد بالقوة".
وأشار "إدريس" إلى أن الجيش السوداني دفع بتعزيزات عسكرية ضخمة إلى خطوط المواجهة في ولايات دارفور وكردفان، مؤكدًا أن القوات المسلحة "تقاتل دفاعًا عن وحدة السودان وكرامة شعبه"، وأن المرحلة الحالية تتطلب تضافر الجهود الرسمية والشعبية في مواجهة التهديدات الوجودية التي تستهدف الدولة.
وحذر من "تداعيات إنسانية خطيرة" نتيجة استمرار مليشيا الدعم السريع في هجماتها على المدن والقرى المأهولة، داعيًا المجتمع الدولي إلى إدانة هذه الجرائم بشكل واضح، ووقف الدعم اللوجستي والمالي الذي تتلقاه المليشيا من أطراف خارجية. كما دعا الأمم المتحدة والاتحاد الإفريقي وجامعة الدول العربية إلى التحرك العاجل لإرسال بعثات لتقصي الحقائق وتوثيق الانتهاكات الجسيمة التي تشهدها المنطقة.
وأكد رئيس الوزراء أن الحكومة تعمل بالتنسيق مع المنظمات الإنسانية لتأمين ممرات آمنة لإيصال المساعدات إلى آلاف النازحين الذين فروا من مناطق القتال في شمال وغرب دارفور، مشيرًا إلى أن الأولوية القصوى الآن هي "إنقاذ الأرواح وحماية المدنيين من المجازر التي تُرتكب بحقهم".
ويأتي هذا التصعيد وسط مطالبات شعبية متزايدة بضرورة محاسبة المسؤولين عن الجرائم والانتهاكات، وتكثيف الدعم للجيش السوداني في معركته ضد المليشيا التي تتهمها السلطات بارتكاب جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية في أنحاء متفرقة من السودان.










 
            





 
                
            
0 تعليق