نظمت الهيئة العامة لقصور الثقافة برئاسة اللواء خالد اللبان، مجموعة من الفعاليات والأنشطة الثقافية والفنية بمحافظة الجيزة، وذلك ضمن برامج وزارة الثقافة للاحتفاء بافتتاح المتحف المصري الكبير، باعتباره أحد أبرز الصروح الحضارية في مصر والعالم.
وشهدت مكتبة البحر الأعظم الثقافية محاضرة بعنوان "المتحف المصري الجديد.. ذاكرة مصر في ثوب عصري"، قدمتها د. حنان مصطفى أخصائي ثقافي، تناولت خلالها أهمية المتحف المصري الكبير بوصفه مشروعا وطنيًا شاملا وواجهة حضارية عالمية تعكس عراقة التاريخ المصري بروح عصرية تواكب المستقبل.
وأوضحت أن المتحف لا يقتصر على كونه مكانا لعرض القطع الأثرية، بل يمثل مركزا ثقافيا وتعليميا متكاملا يجسد الهوية المصرية ويجسر العلاقة بين الأصالة والحداثة، ليكون منصة عالمية للحوار بين الحضارات.
كما استعرضت أبرز الملامح المعمارية والتقنية التي تميز المتحف، ومنها استخدام أحدث تقنيات العرض التفاعلي والإضاءة الذكية التي تتيح للزائر تجربة غامرة تربط الماضي بالحاضر، إلى جانب دوره في رفع الوعي الأثري لدى الأجيال الجديدة، وتعزيز السياحة الثقافية بوصفها رافدا من روافد الاقتصاد الوطني.
وقدّمت ناهد عبد اللطيف – أخصائي ثقافي، حوارا ثقافيًا بعنوان "افتتاح المتحف المصري الكبير"، تناولت فيه تاريخ بناء المتحف وأهم مقتنياته وتفاصيل تصميمه المعماري الفريد.
وفي محاضرة بعنوان "الملك توت عنخ أمون بمناسبة افتتاح المتحف المصري الكبير"، تحدث محمد رمضان – أخصائي ثقافي، عن حياة الملك الشاب توت عنخ أمون أحد ملوك الأسرة الثامنة عشرة في القرن الرابع عشر قبل الميلاد، مشيرا إلى أن المتحف سيعرض جميع مقتنيات مقبرته البالغ عددها أكثر من 5000 قطعة أثرية في مكان واحد لأول مرة. كما تطرق إلى رمزية القناع الذهبي الشهير بوصفه جزءا من الطقوس الدينية الجنائزية التي تجمع بين البعد المادي والرمزي لحماية الملك في رحلته الأبدية.
واستضافت مكتبة دور التربية الثقافية لقاء بعنوان "المتحف المصري الكبير.. رسالة مصر إلى العالم"، قدّمته د. هاجر سيد أخصائي علاج صعوبات التعلم، تناولت خلاله نشأة فكرة المتحف منذ تسعينيات القرن الماضي، وبدء التنفيذ عام 2002 بوضع حجر الأساس في موقع متميز يطل على أهرامات الجيزة. وأوضحت أن التصميم المعماري للمتحف يستلهم من أشعة الشمس الممتدة من قمم الأهرامات لتتلاقى عند كتلة مخروطية تمثل هيكل المتحف، في إشارة رمزية لوحدة الزمن بين الماضي والحاضر والمستقبل.
كما تناولت المحاضرة أهداف المتحف في العرض المتحفي المتطور، والتوثيق الرقمي، وصيانة وترميم القطع الأثرية، وتنظيم المعارض الدائمة والمؤقتة داخل مصر، بما يعزز من دوره كمؤسسة بحثية وتعليمية وثقافية على المستوى الدولي.
وفي مكتبة الكوم الأحمر الثقافية، أقيمت ورشة حكي بعنوان "المتحف المصري الكبير"، قدمتها هويدا علي أخصائي ثقافي، تحدثت فيها عن مكانة المتحف كأكبر متحف في العالم مخصص لحضارة واحدة هي الحضارة المصرية القديمة. كما نظمت مكتبة الصف الثقافية لقاء مماثلا تحدث خلاله حسن محمد مدير المكتبة، عن أهم القطع الأثرية المعروضة بالمتحف، مشيرا إلى أن مجموعاته تتجاوز 100 ألف قطعة أثرية تمثل فترات مختلفة من التاريخ المصري.
وتواصلت الفعاليات المنفذة من خلال فرع ثقافة الجيزة برئاسة كرم ربيع، وبإشراف إقليم القاهرة الكبرى وشمال الصعيد الثقافي في عدد من المواقع الثقافية بالمحافظة، من بينها بيت ثقافة المتانيا، مكتبة الناصرية، مكتبة ساقية مكي، مكتبة صول، مكتبة أطفيح، مكتبة أم خنان، ومكتبة سقارة، حيث أقيمت ورش حكي تثقيفية حول أهمية المتحف ودوره في حفظ التراث الإنساني، إلى جانب تنفيذ ورش للفنون التشكيلية جسدت جماليات الحضارة المصرية القديمة، ببيوت ومكتبات صفط اللبن، ياسمينا، القطوري، وأوسيم، بمشاركة واسعة من الأطفال والنشء.
وتأتي هذه الفعاليات في إطار حرص وزارة الثقافة على ربط المجتمع بالمشروعات القومية الثقافية الكبرى، وتنمية الوعي الأثري والتاريخي لدى الأجيال الجديدة، باعتبار الثقافة جسرا للانتماء والفخر الوطني.
















0 تعليق