أعلنت شركة فورد موتور الأمريكية عن خطط لاستثمار نحو 370 مليون دولار (32.5 مليار روبية هندية) لإعادة تشغيل مصنعها في مارايمالاي ناغار بولاية تاميل نادو جنوب الهند، لإنتاج محركات عالية الجودة مخصّصة للتصدير، بطاقة إنتاجية سنوية تتجاوز 200 ألف وحدة.

ويأتي هذا الاستثمار رغم التوترات التجارية بين الولايات المتحدة والهند، بما في ذلك الرسوم الجمركية التي فرضها الرئيس السابق دونالد ترمب، وسعيه لتعزيز التصنيع داخل الولايات المتحدة. ورغم ذلك، تعكس الخطوة ثقة الشركة المتجددة في السوق الهندية بعد انسحاب سابق وخسائر تجاوزت ملياري دولار.

وأكد مصدر مطلع أن المحركات المنتجة لن تُصدَّر إلى الولايات المتحدة، دون الكشف عن الدول المستهدفة، مشيرًا إلى أن الإعلان الرسمي عن المشروع قد يتم خلال هذا الأسبوع.

أول مصنع

أنشأت فورد أول مصنع لها قرب تشيناي عام 1995، ثم أضافت مصنعاً ثانياً في ساناند، غوجارات عام 2015.

انسحبت الشركة من السوق الهندية بعد أقل من عام من الصفقة مع ماهيندرا آند ماهيندرا، نظرًا للخسائر العالية وصعوبة تحقيق عوائد في الأسواق الهامشية.

باعت فورد مصنع ساناند إلى تاتا موتورز، التي تنتج حالياً سيارات كهربائية في الموقع نفسه.

السياق الإقليمي

رغم الخلافات التجارية، واصل عدد من الشركات الأميركية توسيع وجودها الصناعي في الهند، مثل أبل، التي زادت إنتاج أجهزة "آيفون" في مصانع هندية متعددة.

تُعد تاميل نادو مركزًا صناعيًا رئيسيًا في الهند، وتستضيف مصانع كبرى لشركات مثل هيونداي، رينو، وبي إم دبليو.

ويعكس هذا الاستثمار توجه فورد للتركيز على إنتاج المحركات التقليدية للتصدير، بعد تقليل تركيزها على السيارات الكهربائية، في خطوة لإعادة تموضع الشركة في أسواق قوية مع تقليل المخاطر المالية.

تُعد خطوة فورد الأخيرة بمثابة إشارة إلى عودة الثقة في الهند كسوق تصنيع عالمي مهم، رغم التحديات التجارية والسياسية. ويُتوقع أن يسهم هذا الاستثمار في توفير فرص عمل محلية وتعزيز سلسلة الإمداد الإقليمية، كما قد يشجع شركات أميركية وأجنبية أخرى على توسيع حضورها في السوق الهندية. وتبرز هذه الخطوة أيضًا تحوّل فورد نحو استراتيجيات أكثر مرونة في إدارة مصانعها العالمية، مع التركيز على الإنتاج الموجه للتصدير وتقليل المخاطر في الأسواق الهامشية.