هؤلاء صنعوا المعجزة.. حكاية الأيدي المصرية التي بنت المتحف الكبير

الدستور 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

تختصر هذه الصورة، بكل تفاصيلها الصادقة، قصة عظيمة لا تحتاج إلى كلمات، إنها ليست مجرد لقطة لعمال في موقع بناء"المتحف المصري الكبير"، بل لوحة بطولية رسمت ملامحها أيادي مصرية آمنت بأن المجد لا يصنع بالكلام، بل بالعمل والتفاني والإخلاص، هؤلاء الرجال الذين يظهرون في الصورة، بخوذاتهم وملابسهم المليئة بالغبار، هم الجنود المجهولون الذين حولوا حلم المتحف المصري الكبير إلى واقع يليق بتاريخ مصر وحضارتها الممتدة عبر آلاف السنين.

108.jpeg

وراء كل حجر في هذا الصرح العظيم، حكاية تعب وسهر وسنوات من الجهد المتواصل، لم يكن بناء المتحف المصري الكبير مجرد مشروع هندسي، بل كان ملحمة وطنية امتزج فيها العرق بالأمل، والعلم بالإيمان، آلاف العمال والفنيين والمهندسين عملوا في صمت، بعيدًا عن الأضواء، مؤمنين بأنهم يضعون بصمتهم في سجل الحضارة الإنسانية، لا في مجرد جدران أو قاعات عرض.

 

في وجوههم نرى مصر الحقيقية، تلك التي لا تعرف المستحيل، والتي تتحدى الزمن لتستعيد أمجادها وتؤكد أن الحضارة ليست مجرد ماضي يروى، بل حاضر يبنى ومستقبل يصاغ بإرادة أبنائها.

 

في خلفية الصورة، يظهر تمثال الملك رمسيس الثاني، شامخًا كأنه يراقب أبناءه ويشكرهم على ما صنعوه، هذا التمثال الذي نقل بعناية ليقف أمام المتحف كحارس للحضارة، صار اليوم رمزًا لوحدة الماضي والحاضر.

أما العمال الواقفون أمامه، فهم الصورة الحقيقية للحضارة المعاصرة، التي تواصل ما بدأه أجدادهم قبل آلاف السنين، فكما شيد المصري القديم الأهرامات والمعابد، يقف المصري الحديث اليوم ليكمل المسيرة، حاملًا شعلة البناء والعطاء.

 

هذه الصورة لا تحتفي بالحجر، بل بالإنسان الذي صنع الحجر وأعاده إلى الحياة، كل خوذة في الصورة تحكي قصة كفاح، وكل نظرة تحمل حلمًا بمستقبل أفضل، فالمتحف المصري الكبير لم يكن مجرد مبنى، بل رسالة إنسانية وثقافية تؤكد أن مصر لا تزال قادرة على الإبداع والبناء والتجديد.

 

إن الحضارة، كما تقول الصورة، ليست فقط ما نحتفظ به في الفتارين الزجاجية، بل ما نحمله في داخلنا من روح الإصرار والإنجاز ولهذا، تستحق هذه الصورة أن تعلق داخل جدران المتحف نفسه، لتذكر الزوار من كل أنحاء العالم أن الحضارة المصرية لم تمت، بل ما زالت تكتب بأيدي أبنائها حتى اليوم.

109.jpeg

تحية لمن صنعوا المعجزة

 

تحية لكل عامل ومهندس وفني شارك في تشييد هذا الصرح العظيم، ولكل يد حملت حجرًا أو وضعت لبنة أو رسمت خطة، أنتم الأبطال الحقيقيون الذين أعادوا صياغة التاريخ، وجعلوا من المتحف المصري الكبير ليس فقط بيتًا للآثار القديمة، بل رمزًا للحضارة الحية التي لا تزال تنبض في قلب مصر.

 

لقد أثبتم أن العظمة لا تورث فقط، بل تصنع، وأن بناء التاريخ لا يتم إلا بعرق الناس الذين يؤمنون بأن الوطن يستحق دائمًا الأفضل.

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق