نظم فرع ثقافة قنا سلسلة من اللقاءات الأدبية والتوعوية، ضمن أجندة فعاليات الهيئة العامة لقصور الثقافة برئاسة اللواء خالد اللبان، تضمنت محاضرات في فن كتابة القصة القصيرة، والتجربة الصوفية، والتاريخ الوطني، إضافة إلى محاضرة تقنية حول محركات البحث.
وذلك في إطار جهود وزارة الثقافة المصرية لنشر الوعي وتنمية المهارات الإبداعية في المحافظات.
تعليم القصة القصيرة في قفط
شهدت مكتبة الطفل والشباب بمدينة قفط لقاءً تثقيفيًا بعنوان «تعليم كتابة القصة القصيرة» بمدرسة المحطة المشتركة، ألقاه الأديب يحيى أبو عرندس، الذي تناول بأسلوب مبسط أساسيات بناء القصة القصيرة.
وأوضح أبو عرندس أن البداية تنطلق من اختيار الفكرة التي تحمل جوهر الرسالة الأدبية، تليها مرحلة بناء الحدث وتصميم الشخصيات في إطار زماني ومكاني محدد، وصولًا إلى صياغة نهاية مشوقة تترك أثرًا إنسانيًا لدى القارئ.
وأكد أن القصة القصيرة ليست مجرد حكاية، بل فن مكثف يعتمد على الإيحاء والترميز، ويحتاج إلى حس فني ووعي باللغة والإيقاع النفسي للأحداث.
التجربة الصوفية وتأثيراتها
وفي قصر ثقافة قنا، استضافت الندوة الفكرية «التجربة الصوفية وتأثيراتها» الشاعر أسامة القوصي والكاتب محمود سامي، اللذين تناولا مفهوم التصوف كمنهج روحي يسعى إلى تهذيب النفس والارتقاء بالإنسان.
وأشار المتحدثان إلى ضرورة التفريق بين التجربة الصوفية الأصيلة القائمة على المعرفة والمحبة، وبين الممارسات الشعبية الحديثة التي قد تبتعد عن جوهر التصوف.
كما تم استعراض إسهامات كبار المتصوفة مثل ابن عربي وجلال الدين الرومي والحلاج، الذين تركوا بصمات خالدة في الأدب والفكر العربي، مؤكدين أن التصوف أسهم في إثراء اللغة الشعرية والخيال الإنساني عبر العصور.
تعزيز الانتماء الوطني في أبو دياب
وفي سياق موازٍ، نظم قصر ثقافة أبو دياب لقاءً توعويًا بعنوان «توعية الشباب بالتاريخ الوطني» بالمعهد الثانوي الأزهري، تحدث خلاله يوسف محمد عن أهمية تعريف الأجيال الجديدة بالنماذج الوطنية المشرفة التي ساهمت في بناء الوطن.
وأكد أن الحفاظ على مكتسبات الدولة يبدأ من ترسيخ مفهوم الانتماء، مشددًا على ضرورة إدماج التاريخ الوطني في الأنشطة الثقافية والتعليمية لتحفيز الشباب على المشاركة الإيجابية في المجتمع.
محركات البحث في قوص
أما قصر ثقافة قوص، فقد نظم محاضرة تقنية بعنوان «محركات البحث» بالمدرسة التجارية للبنات، قدمها سيد مصطفى مدرب نادي تكنولوجيا المعلومات.
استعرض مصطفى خلال اللقاء آلية عمل محركات البحث، ومراحل الفهرسة والترتيب، وأوضح كيفية استخدام الكلمات المفتاحية للوصول إلى المعلومات بدقة وسرعة.
وأشار إلى أهمية التوعية الرقمية للطلاب في ظل التحول الرقمي الذي تشهده المؤسسات التعليمية والثقافية، مؤكدًا أن استخدام التكنولوجيا بوعي يمثل أحد مفاتيح المستقبل.
رؤية ثقافية متكاملة
تأتي هذه الفعاليات ضمن أنشطة إقليم جنوب الصعيد الثقافي بإدارة محمود عبد الوهاب، ومن خلال فرع ثقافة قنا برئاسة أنور جمال، تأكيدًا على استمرار قصور الثقافة في أداء دورها التنويري في المحافظات.
وتؤكد تلك اللقاءات أن الثقافة ليست ترفًا، بل وسيلة لتشكيل الوعي وبناء الإنسان المصري القادر على الإبداع والتفكير المستنير.














0 تعليق