خلف الميري: افتتاح المتحف المصري الكبير حدث القرن ورسالة حضارية للعالم

الدستور 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

في حدث تاريخي وصفه الخبراء بأنه "حدث القرن"، تستعد مصر لافتتاح المتحف المصري الكبير في 1 نوفمبر 2025، ليكون أكبر متحف في العالم مخصص لحضارة واحدة، وصرحًا ثقافيًا وحضاريًا يجسد عظمة الهوية المصرية وامتدادها عبر العصور.

وفي تصريح لـ"الدستور"، قال الدكتور خلف عبد العظيم الميري، أستاذ التاريخ الحديث والمعاصر بكلية البنات – جامعة عين شمس، إن افتتاح المتحف المصري الكبير لا يقتصر على كونه إنجازًا معماريًا أو مشروعًا ضخمًا على المستوى المادي، بل هو "رسالة حضارية من مصر للعالم"، تعبر عن اتساق التاريخ المعاصر مع التاريخ القديم، وتؤكد أن المصريين ما زالوا قادرين على البناء والإبداع كما فعل أجدادهم.

698cdc9953.jpg

وأوضح “ الميري” إن المتحف يمثل إعادة لتشكيل الهوية المصرية، إذ يعيد إلى الشباب والنشء الثقة في قدرتهم على تحقيق الإنجازات الكبرى، قائلًا: "المصريون دائمًا إذا أرادوا فعلوا، وإذا فعلوا يحققون ما يبدو مستحيلًا للآخرين"، وأضاف أن المتحف، إلى جانب إنجازات مثل السد العالي ونصر أكتوبر والمشروعات القومية العملاقة، يعكس استمرار روح الإبداع التي ميزت المصريين عبر التاريخ.

be3580cb48.jpg

وأشار أستاذ التاريخ الحديث إلى أن هذا المشروع العملاق جاء في ظل تحديات اقتصادية عالمية، ما يجعله إنجازًا مضاعفًا ورسالة قوة من مصر إلى العالم، قائلًا إن بناء أكبر متحف في العالم في تلك الظروف "إنجاز لا يتوفر إلا للدول العظمى"، وهو دليل على ثقل ومكانة الدولة المصرية التي لا تقاس فقط بالاقتصاد أو الجيش، بل أيضًا بالثقافة والحضارة.

8d914fc047.jpg

واعتبر الميري أن افتتاح المتحف المصري الكبير حدث استثنائي، يوازي في رمزيته افتتاح قناة السويس عام 1869، مشيرًا إلى أن كلا الحدثين جاء في شهر نوفمبر، وأن ما بين التاريخين يقف سجل طويل من الإنجازات التي تؤكد أن مصر دولة لا تنقطع عن صناعة التاريخ.

وأضاف أن هذا الافتتاح لا يقتصر على الجانب السياحي أو المادي، بل يحمل بعدًا حضاريًا عميقًا، لأنه يعزز الانتماء والوعي لدى الأجيال الجديدة، ويرسخ الشعور بالفخر الوطني والانتماء لحضارة ضاربة الجذور في عمق الإنسانية.

85b46f04cd.jpg

كما أكد أن المتحف سيضع مصر في صدارة الخريطة السياحية العالمية، وسيكون أحد أهم روافد القوة الناعمة المصرية، إذ يعكس للعالم صورة مصر الحديثة القادرة على الجمع بين الماضي المجيد والحاضر المزدهر. وتابع: "القوة الناعمة المصرية تتجاوز حدودها التقليدية لتصبح جزءًا من العولمة الثقافية، حيث تقدم مصر حضارتها وعطاءها الإنساني للعالم كله".

862537b723.jpg

وفي ختام حديثه، وجه الدكتور خلف عبد العظيم الميري التهنئة لمصر وشعبها قائلًا: "أهنئ مصر وأهنئ نفسي وكل الشباب العربي المنتمي إلى الحضارات الإنسانية، لأننا نهدي الإنسانية حدثًا عظيمًا يجسد معنى الاستمرارية الحضارية لمصر التي كانت وستظل قلب التاريخ وذاكرته الحية."

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق