لا أريد أن تأفل أحلامي الزوجية بسبب الغطرسة

النهار 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

سيدتي أنا وفي من أوفياء هذا الصرح الإعلامي وأتمنى أن يكون لي رد أحظى به منك حتى أجد لنفسي سلوى تبدد عني الخوف والحسرة.

أنا رجل ضاقت به الدّنيا لدرجة لم يعد لي رغبة في إكمال ما بدأت من طموحات إرتأيت تجسيدها على أرض الواقع، بدءا بالزواج وتكوين أسرة، نهاية بالإستقرار في حياتي من الجانب المعنوي والمادي. لا أخفيك أنني كنت في قمة السعادة وأنا أرتبط بمن إختارها قلبي، لكنني تفاجأت بها كمن سقط قناعها لأصعق بأنها إمرأة متغطرسة وذات عنجهية غير منتهية.

كيف لا سيدتي وما من نقاش أخوضه معها إلا وأجد نفسي أنهيه بالشجار والعصبية، فهي لا تتقبل الأفكار ولا ترغب بالخروج بحلّ وسط يرضيني ويرضيها. عللت في البدء الأمر على أنه مجرّد طبع سرعان ما سيتغير بإنجابنا لأبناء يكونون ثمرة زواجنا فتتمحور جلّ إهتماماتنا أن نتحد في تربيتهم والسهر على راحتهم. لكن لا شيء تغير، لأن الطين زاد بلة لما وجدتها وكأني بها أبناؤها لوحدها، ترفض رفضا باتا أن أكون لهم الآمر أو الناهي أو حتى الصدر الحنون، وكأني بدوري مقتصر على العمل وجلب المال وتوفير الحياة الكريمة.

وخوفا من الوقوع في سجال يجعلني أهوى في عيني أبنائي، وتوجّسا من أن يحدث الطلاق بتّ أهجر زوجتي في كل شيء، أي نعم نحن نحيا تحت سقف واحد. إلا أن الصمت والنفور هما عنوان حياتي سيدتي، فما رأيك في الموضوع. علما أنني في أوجّ شبابي كما أنّني أخاف على زواجي من الإنهيار.

أخوكم ن.كريم من الشرق الجزائري.

الــــــــــــــــرد:

من الصعب أن يجد الزوج نفسه في حيرة مع زوجته، ففي الغالب الزوجات هنّ من تشتكين سوء طباع وتغير تصرفات الزوج بعد الزواج. إلا أنني في مشكلتك أخي تفاجأت بك وأنت تنهار لتخبرني من أن زوجتك كانت تمثّل عليك دور الحمل الوديع. لتتحول بعد الزواج إلى بعبع هائج نغّص عليك حياتك. تمّ زواجما بعد قصة حب جارفة، وهذا ما يجعل التساؤلات تطرح. حيث أنه لو كنت قد إرتبطت بزوجك عن طريق زواج تقليدي لما كان الأمر على هذا النحو.

كان عليك أخي قبل ممارسة سياسة الصد والهجر أن تنتهج سياسة الحوار والنقاش الذي يصبّ كله في فحوى البقاء تحت سقف واحد والتناغم يجمعكما. فإن وجدت أن زوجتك لا تريدك لأسباب تراها مجدية فلتحاول أن تغير مما لم يعد يعجبها، والعكس صحيح. أما إذا وجدت أن الأمر يتعلق بطبع متجذّر فيها لا تريد تغييره حتى لو كلفها الأمر ما هي فيه من صدّ وهجران، فالأجدر بك أن تطلب تدخّل أحد من أفراد أهلها حتى يضعوا لها حدّا وإلا سيأتيهم يوم تعود فيه إبنتهم أدراجها خائبة وهي تحمل لقب المطلقة وهذا ما لا يرضونه.

تعرف الأنثى من خلال اللين الذي يميزها والإحتواء الذي يجعل الزوج ينجذب إليها، وحسب ما ذكرته فإن زوجتك تحيا معززة مكرمة تحت كنفك، كما أنه ما من أحد من أهلك داس لها طرف، فكيف تقابل كل هذا الجميل بالصد والنكران؟ ثم أظن أنّه ما من أنثى على وجه الأرض ترضى أن تكون مطلقة من زوج طيب وحنون وغيور على أسرته، فلتحاول منحها فرصة تراجع فيها نفسها، وتفهم ما تريده من زواجها منك قبل أن تتخذّ قرار الطلاق في لحظة طيش فتخسر كل ما بنيته.

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق