في مشهد يجسد حرص الدولة على استعادة رونق القاهرة التاريخي، افتتح الدكتور مصطفى مدبولي، رئيس مجلس الوزراء، صباح أمس الثلاثاء 28 أكتوبر الجاري، مشروع تطوير سوق العتبة بعد اكتمال أعمال إعادة التأهيل، ليبدأ فصلا جديدا في تاريخ أحد أقدم الأسواق الشعبية في مصر.
جاء المشروع بتكلفة تقارب 50 مليون جنيه، تنفيذا لتوجيهات الرئيس عبد الفتاح السيسي لتحويل الأسواق العشوائية إلى مراكز حضارية منظمة ضمن «رؤية مصر 2030»، وشملت المرحلة الأولى تطوير ثلاثة شوارع رئيسية بطول 321 مترا، مع رصف الأرضيات بالإنترلوك المقاوم وتثبيت مظلات حديثة تحمي من الشمس والأمطار، إلى جانب تركيب منظومة إنارة وكاميرات مراقبة وتجديد واجهات المحال والعقارات التراثية، لتتحول العتبة إلى سوق منظم وآمن يليق بتاريخها العريق.
قامت «الدستور»، بجولة وتحدثت مع عدد من التجار والزبائن ورصد ارائهم حول التطويرات الجديدة.
التطوير منح التجار الأمان والاستقرار
قال سيد عوض أحد التجار بميدان العتبة: لم نكن نحلم بشيء كهذا، ونوجه خالص الشكر إلى السيد الرئيس وجميع المسؤولين على ما تم إنجازه من أعمال التطوير، فقد أصبح المكان منظما ومريحا لنا وللزبائن، بعد أن كنا نعاني لسنوات من العشوائية والزحام وضيق المساحات وصعوبة عرض البضائع، واليوم نشعر بالاستقرار والأمان في مواقعنا الجديدة، حيث باتت حركة الزبائن أكثر سهولة، والمظهر العام للسوق يبعث على الفخر ويعكس روح القاهرة في أبهى صورها.
وأضاف: أن الباعة الموجودين حاليا هم نفس من كانوا يمتلكون طاولات في السوق قبل التطوير، مؤكدا أن النظام الجديد أعاد إليهم الاستقرار والأمان بعد سنوات من المشكلات مع البلدية بسبب الإشغالات، وأوضح أن السوق أصبح الآن مجهزا بطاولات ثابتة في الأرض لا يمكن تحريكها، مع ممرات منظمة تسهل حركة المشترين وتضمن سلاسة التنقل داخل السوق.
التطوير اهتم بأدق التفاصيل مع الحفاظ على المظهر الحضاري
أعرب باسم حسن، أحد التجار بسوق العتبة، عن سعادته بأعمال التطوير قائلا: «تم وضع كل التفاصيل في الاعتبار أثناء عملية الإنشاء والبنية التحتية، بطريقة توفر الراحة والأمان للتاجر وتحافظ على بضاعته، ومن بين تلك التفاصيل تصميم الطاولات التي تم تخصيص مكان بها قابل للغلق يمكن أن يكون مخزنًا للبضاعة، بالإضافة إلى المظلات الثابتة المثبتة بالأرض، التي جاءت بديلًا عن الشماسي العشوائية التي كانت تشوه المشهد العام».
وأوضح أن هذه المظلات تقي الباعة والمتسوقين من حرارة الشمس وأمطار الشتاء، وتحافظ على البضائع من التلف، بعد أن كان البعض كان يتعرض تجارته للأذى بسبب سوء الأحوال الجوية.
وأضاف حسن أن التصميم الجديد منح السوق مظهرا حضاريا يليق بتاريخ العتبة، قائلًا: «ستدخل الناس السوق وهي مرتاحة، فكل شيء أصبح منظما ونظيفا ولا يوجد تزاحم كما كان في السابق».
منظومة أمان متكاملة لمنع الحوادث
قال محمود ماهر، أحد التجار بسوق العتبة، إن التطوير الجديد شمل جانبا مهما للغاية يتمثل في إدخال منظومة أمان متكاملة جعلت السوق أكثر أمانا من أي وقت مضى، حيث زود بكاميرات مراقبة حديثة لمتابعة الحركة بشكل مستمر، إلى جانب تجهيزات خاصة لمكافحة الحرائق التي كانت تمثل خطرا كبيرا في الماضي بسبب العشوائية وتكدس الباعة، كما أن النظام الجديد خفف من القلق بشأن وقوع أي حوادث مفاجئة، وأصبح التجار يعملون وهم يشعرون بالاطمئنان والأمان.
التطوير سيحدث انفراجة لمشكلة الزحام
قال زياد عبد الله، أحد رواد السوق، إنه شعر بفرق كبير بعد التطوير، موضحا أن المشهد أصبح أكثر تنظيما وراحة سواء للباعة أو المتسوقين، مضيفا: «زمان كنا بنتعب وإحنا ماشيين من الزحمة وضيق المكان، دلوقتي الأمور بقت سهلة والمنظر مريح للعين»، مؤكدا أن المشروع أعاد للعتبة رونقها الذي افتقدته لسنوات طويلة، مشيدا بجهود الدولة في الاهتمام بالأسواق الشعبية.
الممرات واسعة وزحام أقل
ومن جانبه أعربت منى حسين، إحدى الزبائن عن سعادتها الكبيرة بالتطوير، قائلة: «الشراء بقى أسهل بعد التنظيم الجديد، الممرات واسعة ومفيش تزاحم، وكل حاجة بقت واضحة ونظيفة»، وأوضحت أن السوق أصبح أكثر أمانا للعائلات، وتتمنى أن تعمم الفكرة وتصل الى باقي المناطق خاصة القريبة من مدخل مترو الأنفاق والمجاورة للمسرح القومي فهي لاتزال تشهد زحاما وعشوائية.
0 تعليق