يعتبر النوم أحد العوامل الأساسية للحفاظ على صحة الجسم والعقل، وعندما نتجاهل أهمية النوم، خاصةً في ظل الضغوط اليومية، فإننا نعرض أنفسنا لخطر الإصابة بعدد من الأمراض الخطيرة، النوم ليس مجرد فترة راحة للجسم، بل هو وقت حيوي يساهم في تجديد الخلايا والأنسجة وتنظيم العديد من وظائف الجسم الأساسية،  وعندما يعاني الشخص من قلة النوم، فإن ذلك قد يؤثر على الدماغ والقلب بطرق متعددة، مما يزيد من خطر الإصابة بالعديد من الاضطرابات الصحية.

تأثير قلة النوم على الدماغ

يؤثر الحرمان من النوم بشكل سلبي على الدماغ، حيث يتعطل الجهاز الغليمفاوي، الذي يعمل على تنظيف الدماغ من الفضلات والبروتينات السامة مثل بيتا أميلويد،  إذا لم يحصل الدماغ على فترة راحة كافية، فإنه يواجه صعوبة في التخلص من هذه البروتينات، ما يزيد من خطر الإصابة بالأمراض العصبية التنكسية مثل مرض الزهايمر،  تتراجع القدرة على حفظ المعلومات ومعالجتها بشكل فعال، ما يؤدي إلى ضعف الذاكرة،  هذه التغيرات قد تحدث ليس فقط لدى كبار السن، بل أيضًا في مراحل مبكرة من الحياة، ما يعزز من خطر التدهور المعرفي المبكر.

قلة النوم والتدهور المعرفي:
نقص النوم لا يؤثر فقط على الذاكرة قصيرة المدى، بل يمكن أن يؤدي إلى تدهور معرفي طويل الأمد، مع مرور الوقت، يتعرض الدماغ لضغوط كبيرة نتيجة عدم الحصول على الراحة الكافية، ما يزيد من خطر الإصابة بالخرف مع التقدم في العمر، الأشخاص في منتصف العمر الذين يعانون من قلة النوم هم أكثر عرضة لتطوير مشكلات معرفية خطيرة في المستقبل.

تأثير قلة النوم على القلب:
النوم لا يؤثر على الدماغ فقط، بل له تأثيرات مباشرة على صحة القلب أيضًا، في أثناء النوم، يتعافى القلب ويقوم الجسم بتنظيم مستويات الهرمونات الضرورية للحفاظ على توازن الأيض القلبي،  لكن عندما يُحرم الجسم من النوم، يتعرض القلب لمزيد من التوتر. 

يحدث خلل في توازن الهرمونات، مما يزيد من مستوى هرمون الجوع (الغريلين) ويقلل من هرمون الشبع (اللبتين)، ما قد يؤدي إلى زيادة الوزن وارتفاع ضغط الدم.

الحرمان المزمن من النوم يرفع أيضًا مستويات هرمون التوتر "الكورتيزول"، مما يتسبب في التهاب مزمن ويزيد من مستوى السكر في الدم، في النهاية، يؤدي تراكم اللويحات في الشرايين إلى زيادة خطر الإصابة بالنوبات القلبية، بالإضافة إلى ذلك، يُسبب قلة النوم اختلالًا في النغمة العصبية، ما يؤدي إلى زيادة معدل ضربات القلب وارتفاع ضغط الدم.

الوقاية والحلول:
من أجل تجنب هذه المخاطر الصحية، يُنصح بالحصول على 7 إلى 8 ساعات من النوم يوميًا، النوم الجيد ليس فقط ضروريًا لتعافي الجسم، بل أيضًا لضمان صحة الدماغ والقلب كما يُفضل تقليل التوتر والتأكد من وجود روتين نوم منتظم يعزز جودة النوم ويضمن استرخاء الجسم.