أكد الدكتور عباس شراقي، أستاذ الجيولوجيا والموارد المائية بجامعة القاهرة، أن مصر لم تتأثر بفيضان سد النهضة الذي تسبب في غرق مناطق واسعة بالسودان، موضحًا أن بحيرة ناصر بسعتها الضخمة نجحت في استيعاب كميات المياه القادمة دون أي مشكلة.

وقال الدكتور عباس شراقي، أستاذ الجيولوجيا والموارد المائية بجامعة القاهرة، خلال حواره ببرنامج “أهل مصر” على قناة أزهري، إن السودان كان قد فتح سد مروي وعددًا من السدود الأخرى لتصريف المياه الزائدة، مما جعل نحو 700 مليون متر مكعب يوميًا من مياه النيل تصل إلى مصر، وهي كمية كبيرة تم التعامل معها بنجاح بفضل منظومة إدارة المياه المتطورة.

وأضاف الدكتور عباس شراقي، أستاذ الجيولوجيا والموارد المائية بجامعة القاهرة، أن السد العالي يتميز بقدرته على التحكم الكامل في تدفق المياه، إذ تُفتح بواباته وتُغلق وفق معدلات الاستهلاك اليومي، مشيرًا إلى أن أي مياه زائدة تتدفق تلقائيًا إلى بحيرة ناصر دون الحاجة لأي إجراءات استثنائية.

وشدد شراقي على أن السياسات المائية المصرية كانت تضع مثل هذه السيناريوهات في الحسبان منذ سنوات، ولذلك لم تشهد مصر أي تأثير سلبي رغم الفيضان الصناعي الذي حدث في السودان.

قناة مفيض توشكى صمام أمان لمصر في مواجهة الفيضانات الكبرى

كشف الدكتور عباس شراقي، أستاذ الجيولوجيا والموارد المائية بجامعة القاهرة، أن الدولة المصرية أنشأت قناة مفيض توشكى كإجراء استباقي لحماية السد العالي من أي زيادة مفاجئة في منسوب بحيرة ناصر.

وأوضح شراقي، في حديثه ببرنامج “أهل مصر” على قناة أزهري، أن هذه القناة تبدأ عملها تلقائيًا عند وصول منسوب المياه في بحيرة ناصر إلى 182 مترًا، بحيث يتم تصريف جزء من المياه الزائدة إلى منخفضات توشكى، للحفاظ على هامش أمان يبلغ 10 أمتار أسفل قمة السد العالي التي تبلغ 192 مترًا.

وأضاف أن الهدف من ذلك هو ضمان استقرار منظومة السدود المصرية في مواجهة أي فيضان محتمل، سواء كان طبيعيًا أو ناتجًا عن سوء إدارة في سد النهضة الإثيوبي، مؤكدًا أن مصر وضعت خططًا هندسية دقيقة تجعلها في مأمن تام من أخطار الفيضانات.

وأشار شراقي إلى أن إنشاء عدد من البحيرات الجديدة جنوب السد العالي عزّز قدرة مصر على استيعاب أي كميات إضافية من المياه، ما يجعل النظام المائي المصري نموذجًا في الإدارة الذكية للموارد الطبيعية.