تحوّل مشروب “البابل تي” أو “شاي الفقاقيع” من تجربة آسيوية محدودة إلى ظاهرة شبابية عالمية اجتاحت المقاهي والشوارع حول العالم، وأصبحت جزءًا من أسلوب الحياة العصري للمراهقين.
فبألوانه الزاهية، ونكهاته المتعددة، وفقاعاته المطاطية الشهيرة، أسر شاي الفقاقيع قلوب عشاق التجديد والغرابة.
لكن خلف هذا المظهر المرح، تكشف دراسات حديثة عن مخاطر صحية مقلقة تجعل من هذا المشروب الرائج تهديدًا خفيًا للصحة العامة، خاصة لدى صغار السن.
الرصاص في الكوب.. وتحقيقات صادمة
كشفت مجلة أمريكية عن احتواء بعض منتجات “البابل تي” المنتشرة في الأسواق الأمريكية على مستويات مرتفعة من الرصاص والمعادن الثقيلة.
ويرجع الخبراء السبب إلى أن نبات الكسافا المستخدم في صنع كرات “التابيوكا” يمتص هذه المعادن من التربة، لتنتقل تدريجيًا إلى جسم الإنسان مع تكرار الاستهلاك، مسببة تراكمًا سامًا على المدى الطويل قد يؤثر في الكبد والكلى والجهاز العصبي.
مشكلات هضمية وكلى متضررة
ولا تقتصر الأضرار على المعادن السامة، إذ يؤدي الإفراط في تناول “البابل تي” الغني بالنشا إلى إبطاء تفريغ المعدة والتسبب في أعراض “شلل المعدة”، ما يؤدي إلى الغثيان والقيء وآلام البطن الحادة.
وسجّلت تايوان عام 2023 حالة استثنائية لفتاة أُزيل من جسدها أكثر من 300 حصوة كلوية بعد استبدال الماء بهذا المشروب يوميًا.
كما يُعتقد أن محتوى “البابل تي” من الأوكسالات والفوسفات يعزز تكوين الحصى لدى مدمني تناوله.
اختناق مفاجئ وسكر يفوق المشروبات الغازية
تُعد كرات “التابيوكا” نفسها خطرًا فوريًا، خصوصًا على الأطفال، إذ تسببت في حالات اختناق مميتة بسبب استنشاقها أثناء الشرب عبر القشّة، وسُجلت وفاة فتاة في سنغافورة نتيجة ذلك.
أما الجانب الأخطر على المدى الطويل فهو محتوى السكر المرتفع؛ فكوب واحد قد يحتوي على 20 إلى 50 غرامًا من السكر، أي أكثر من عبوة “كوكاكولا”.
وتؤكد دراسات من تايوان وكاليفورنيا أن المداومة عليه تزيد من تسوّس الأسنان بنسبة 70% وترتبط بارتفاع معدلات السمنة والسكري ومتلازمة الأيض.
تأثيرات نفسية غير متوقعة
والمفاجأة أن أبحاثًا صينية حديثة ربطت بين الإفراط في تناول “البابل تي” وارتفاع معدلات القلق والاكتئاب، حيث أظهرت دراسات على ممرضات في الصين أن الإفراط في المشروبات المحلاة عمومًا يرتبط بزيادة الإرهاق وضعف الشعور بالرفاهية النفسية.
الاعتدال هو الحل
البروفيسور آدم تايلور من جامعة لانكستر البريطانية شدد على أن الهدف ليس المنع بل الاعتدال، فـ “شاي الفقاقيع” يمكن أن يكون متعة عرضية لا عادة يومية.
ونصح بتقليل السكر، وتجنّب الشرب عبر القشّة، واختيار النكهات الطبيعية لتقليل المخاطر الصحية دون التنازل عن المتعة.















0 تعليق