قال الدكتور هاني العقاد، أستاذ العلوم السياسية، إن مصر نجحت في تحقيق ضمانة دولية كبيرة لتنفيذ خطة السلام التي تم توقيعها في 9 أكتوبر الحالي في شرم الشيخ، معتبرًا أن هذا النجاح يمثل تقديرًا لسياسة القيادة المصرية في التعامل مع قضايا الصراع بوعي سياسي ودراسة متأنية لكل أبعاد الأزمة، خاصة خلال الحرب الهوجاء التي شنتها إسرائيل على قطاع غزة، والتي لم تكن بدافع الانتقام من حماس، بل لإحداث تدمير ممنهج للبنية التحتية وتحويل القطاع إلى منطقة غير صالحة للعيش، بما يخدم مخططات إسرائيلية لتغيير الجغرافيا الفلسطينية وتشتيت السكان.
وأشار العقاد، في تصريحات لـ"الدستور"، إلى أن خطة الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، لم تكن لتنجح لولا الدور المصري المنهجي في تعزيز السلام والأمن والاستقرار في المنطقة، مؤكدًا حرص مصر على إنجاح جميع مراحل الخطة لحماية غزة والحفاظ على الأرض الفلسطينية وتمكين الفلسطينيين من البقاء في أراضيهم، وهو ما يمثل جوهر الرؤية المصرية للأزمة.
المرحلة الثانية: انسحاب الاحتلال وانتشار القوة متعددة الجنسيات
وأوضح "العقاد" أن نجاح الخطة والانتقال إلى المرحلة الثانية، التي تشمل انسحاب إسرائيل من الخط الأصفر الوهمي وقبول دخول القوة متعددة الجنسيات وتولي مجلس الحكم إدارة غزة، يمثل خطوة محورية في تحقيق التعافي للقطاع والانتقال من الحرب إلى السلام.
وأكد أن مصر تعمل منذ اللحظة الأولى لتوقيع الاتفاق دون كلل لضمان نجاح المرحلة الثانية، بما يشمل التنسيق مع الأطراف الدولية وتحديد مهام القوة متعددة الجنسيات على الحدود، والتي ستكون مهامها أمنية شرطية بحتة، وليست عسكرية، لضمان عدم استخدامها كأداة للسيطرة الإسرائيلية.
الدور المصري بعد الحرب وأهمية مؤتمر إعادة الإعمار
وأشار "العقاد" إلى أن استمرار الدور المصري بعد الحرب أساسي، خاصة أن إسرائيل تحاول التلكؤ في تنفيذ كافة مراحل الخطة وكأنها لا تريد إنهاء الحرب، مؤكدًا أن مؤتمر إعادة الإعمار الذي تحضّره مصر الشهر المقبل سيكون مفتاحًا لإحباط أي مخططات إسرائيلية لإعادة الإعمار بما يخالف مصالح الفلسطينيين، ومنع أي محاولات لمصادرة الأراضي أو إعاقة الخطة المصرية العربية التي اعتمدت خلال القمة العربية بالقاهرة في مارس الماضي.
الانتقال إلى السلطة الفلسطينية وإعادة بناء غزة
واختتم "العقاد" بالقول إن مرحلة ما بعد الحرب تمثل مرحلة انتقالية حرجة، وترى مصر ضرورة تسريع الانتقال لإدارة غزة عبر السلطة الفلسطينية الشرعية بالتعاون مع مصر والشركاء العرب والدوليين لإعادة البناء.
وأكد أن جميع الخطط المطلوبة لذلك جاهزة ومدروسة بدقة مع السلطة والفصائل الفلسطينية والشركاء العرب، بما يضمن استقرار القطاع وتحقيق التعافي الكامل لسكانه.











0 تعليق