أجمعت الأحزاب والقوى السياسية المصرية على ضرورة دعم الرؤية المصرية لتثبيت خطة وقف إطلاق النار في غزة، مؤكدين أن ما تحقق في قمة شرم الشيخ للسلام يعكس الدور التاريخي لمصر في الدفاع عن قضايا الأمة العربية، وخصوصًا القضية الفلسطينية، وأن إنجاح خطة الرئيس دونالد ترامب ومخرجات القمة يمثل خطوة ملحّة نحو إنهاء المرحلة الأولى من الاتفاق، وفتح الطريق أمام إعادة الإعمار وتثبيت الاستقرار.

وأكدت الأحزاب أن مصر، بقيادة الرئيس عبد الفتاح السيسي، أثبتت مجددًا أنها صوت العقل والحكمة في منطقة تموج بالصراعات، وأن قمة شرم الشيخ لم تكن مجرد حدث سياسي، بل رسالة سلام من أرض السلام، تعيد التوازن إلى المشهد الإقليمي، وتُذكّر العالم بمسؤولياته تجاه معاناة الشعب الفلسطيني.

وشدد حزب الجبهة الوطنية، على أن الموقف المصري جاء ليجسد مكانة مصر المحورية كقلب نابض للمنطقة وصوت عاقل في عالم مضطرب، موضحًا أن الموقف التاريخي للرئيس السيسي عبّر عن ضمير الأمة، وقدّم رؤية شاملة لتثبيت السلام العادل، القائم على الكرامة لا على المساومات. 

كما أكد الحزب أن مصر لا تكتفي بدور الوسيط، بل تمارس دور الدولة القائدة القادرة على صناعة التوافق وإعادة صياغة الإقليم على أسس جديدة من الاستقرار والتنمية، داعيًا جميع القوى الوطنية إلى الالتفاف حول القيادة المصرية ودعم جهودها في ترسيخ السلام وبناء مستقبل آمن للأجيال القادمة.

ومن جانبه، أوضح النائب عبد المنعم إمام، رئيس حزب العدل، أن اتفاق وقف إطلاق النيران في غزة فرصة تاريخية لإنهاء النزاع في الشرق الأوسط، مؤكدًا أن مصر تلعب دورًا قياديًا ومسؤولًا في مبادرة السلام استنادًا إلى خبرتها السياسية وموقعها الاستراتيجي. 

وشدد إمام على أن أي مسار لتحقيق السلام يجب أن يكون شاملًا وعادلًا ويحترم سيادة الدول وحقوق الشعوب، مشيرًا إلى أن حزب العدل يدعو إلى تكاتف الجهود الوطنية والدولية لضمان استقرار دائم ونزع فتيل الصراعات.

وفي السياق ذاته، أكد حزب الإصلاح والنهضة أن قمة شرم الشيخ مثلت تتويجًا لمسار دبلوماسي طويل قادته مصر منذ اندلاع الحرب في غزة، من خلال جهودها في تثبيت التهدئة وإدخال المساعدات الإنسانية والتجهيز لمرحلة إعادة الإعمار، مشددًا على أن هذه الجهود لا تقبل المزايدة بأي شكل من الأشكال، فهي نابعة من التزام مصري أصيل تجاه العدل والسلام وحق الشعوب في الحياة.

ويأتي هذا الإجماع الوطني تأكيدًا على أن الرؤية المصرية لتثبيت وقف إطلاق النار وتوحيد الصف الفلسطيني وتفويت الفرصة على إسرائيل تمثل الطريق الواقعي نحو سلام دائم في المنطقة، يقوم على العدالة والكرامة، لا على القوة والغلبة.