ما بعد عباس.. السلطة الفلسطينية بين الانقسام وصراع النفوذ

تحيا مصر 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

يتصاعد الجدل في الساحة الفلسطينية حول مرحلة ما بعد الرئيس محمود عباس، وسط تحذيرات من فراغ سياسي وقيادي قد يهدد استقرار مؤسسات السلطة الفلسطينية.

محللون سياسيون يحذرون من أن الانقسام المستمر بين الضفة وغزة وعدم وجود توافق داخلي يجعل مرحلة ما بعد عباس واحدة من أكثر المراحل حساسية في التاريخ الفلسطيني الحديث.

 

انسداد سياسي وأزمة شرعية

 

يرى المحلل السياسي إياد أبو زنيط، في حديثه لبرنامج "ستوديو وان مع فضيلة" على سكاي نيوز عربية، أن السلطة الفلسطينية تواجه مأزق شرعية حقيقي، حيث نجح الرئيس عباس في تعزيز مركزية القرار بيده، لكنه أضعف البنية المؤسساتية التي كان يمكن أن تضمن انتقال السلطة بسلاسة بعده.


ويشير أبو زنيط إلى أن الانقسام بين الضفة وغزة لم يعد مجرد مسألة جغرافية، بل أصبح بنيوياً، إذ نشأ نظامان سياسيان مختلفان: الأول يدار بمنطق السلطة التقليدية، والثاني يرتكز على منطق المقاومة.

ويضيف أن حركة فتح تعاني أزمة هوية بين تيار يحافظ على إرث أوسلو وعلاقاته مع واشنطن، وآخر يرى أن المرحلة الحالية انتهت ويطالب بقيادة أكثر قرباً من نبض الشارع، ما أعاد اسم مروان البرغوثي إلى الواجهة بقوة.

 

البرغوثي.. الرمز الحاضر رغم الغياب

 

يشير أبو زنيط إلى أن مروان البرغوثي يمثل شخصية توحيدية قادرة على الجمع بين شرعية النضال والتنظيم، ويحظى بدعم شعبي واسع داخل قواعد فتح، لكنه لا يستطيع الخروج من السجن بسهولة، إذ تدرك إسرائيل أن ذلك سيغير التوازنات السياسية الداخلية.

ويؤكد أن الحديث عن البرغوثي ليس مجرد رمزية عاطفية، بل يعكس رفضاً شعبياً للوضع الراهن، إلا أن نجاح أي انتقال للسلطة يتطلب استعداداً للوحدة الوطنية وتجديد مؤسسات منظمة التحرير على أسس ديمقراطية واضحة.

 

خلافة عباس.. صراع على النفوذ

 

يرى المحلل أمجد شهاب أن أي انتخابات حرة بعد عباس "أقرب إلى وهم سياسي"، وأن السلطة تميل إلى تغليب الاستقرار على التغيير. ويضيف أن خلافة عباس ستحدد وفق توازنات داخلية وإقليمية، أكثر منها انعكاساً لإرادة الناخب.

وتشير تقديرات شهاب إلى أن فتح تعمل على تثبيت شخصيات مثل حسين الشيخ وماجد فرج، رغم افتقارهم للحاضنة الشعبية، بينما تتحرك حركة حماس بذكاء تكتيكي لاستغلال أي فراغ سياسي، مستفيدة من حضورها الميداني وأدوات الضغط الإقليمية.

 

الشارع الفلسطيني بين الانتظار والإرهاق

يتفق المحللان على أن الشارع الفلسطيني بات مرهقاً من الصراعات الفصائلية وفقدان الثقة في المؤسسات، خصوصاً لدى الجيل الشاب الباحث عن بديل يعيد المعنى الوطني.


ويخلصان إلى أن المرحلة المقبلة ستتحدد بقدرة القوى السياسية على الاتفاق قبل رحيل عباس، لأن أي تأجيل أو غياب للتنسيق قد يحول الخلافة إلى أزمة مفتوحة، ويترك السلطة رهينة الانقسام بين الضفة وغزة.

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق