شيّع المئات من أهالي منطقة منشية البكاري، في محافظة الجيزة، جثامين الأطفال الثلاثة ضحايا جريمة الهرم، في جنازة مهيبة حظيت بحضور غفير من الأقارب والجيران والمواطنين، وسط مشهد مؤلم سادته الصرخات والعياط والدعاء لهم بالرحمة والمغفرة.

خرجت الجثامين في 4 نعوش مرتبة وراء بعضها البعض، في مشهد لم يشهده الحي من قبل، لتنتقل إلى محافظة الفيوم، مسقط رأس الضحايا، حيث أديت صلاة الجنازة عليهم بمسجد محمود عبدالله، قبل أن يتم دفنهم في مقابر الأسرة. وأكد المشاركون في الجنازة أن الحادثة تركت أثرًا نفسيًا كبيرًا على المجتمع المحلي، مطالبين الجهات المختصة بسرعة ضبط المتورطين وتطبيق العدالة.

وأمرت النيابة العامة بالجيزة بتشريح جثامين الأم وأطفالها الثلاثة، تمهيدًا لاستكمال التحقيقات في الواقعة التي أثارت الرأي العام، وصرحت بدفن الجثامين عقب الانتهاء من التشريح. وأظهرت التحقيقات أن المتهم، صاحب محل أدوات وأعلاف بيطرية، كان على علاقة بالمجني عليها التي أقامت معه في شقة مستأجرة بصحبة أبنائها الثلاثة. بعد نشوب خلافات بينهما، قرر التخلص منها ومن أطفالها مستخدمًا مادة سامة حصل عليها من محله.

نفّذ المتهم جريمته الأولى يوم 21 أكتوبر، حيث قدّم للمجني عليها كوب عصير ممزوجًا بالسم، ما تسبب في إصابتها بإعياء شديد، ونقلها إلى مستشفى قصر العيني مدعيًا أنها زوجته، وسجل بياناتها باسم مستعار قبل أن يتركها جثة هامدة. وبعد عدة أيام، أقدم على قتل الأطفال الثلاثة بنفس الطريقة خلال نزهة خارجية، حيث رفض الطفل الأصغر تناول العصير فأُلقي في ترعة المنصورية، بينما فارق الطفلان الآخران الحياة بعد نقلهما بواسطة سائق توك توك بحسن نية، قبل أن يتم العثور عليهما عند مدخل عقار بمنطقة اللبيني.

ألقت الأجهزة الأمنية القبض على المتهم بعد جمع التحريات وفحص كاميرات المراقبة، واعترف تفصيليًا بارتكاب الجريمة بدافع الانتقام، فيما باشرت النيابة العامة التحقيقات للوقوف على كل الملابسات. كما تم إخلاء سبيل والد الأطفال بعد التأكد من عدم تورطه في الواقعة، وسط حالة من الحزن والغضب بين الأهالي الذين ودعوا الضحايا إلى مثواهم الأخير، مطالبين بإنزال أقصى العقوبة بالمتهم.

الجريمة المروعة أثارت موجة من التضامن بين المواطنين في حي فيصل ومناطق الجيزة المختلفة، حيث عبّر المشاركون في التشييع عن صدمتهم من حجم الوحشية التي أودت بحياة أم وأطفالها دون ذنب، مؤكدين أن هذه الواقعة تركت جرحًا عميقًا في نفوس الجميع.