اختراق مراكز التجميل الوهمية.. «الدستور» تنشر شهادات لضحايا حلمن بالجمال المثالى فأُصبن بتشوهات وحروق خطيرة

الدستور 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

فى عصر الصورة المثالية و«الفلاتر» الرقمية، أصبح الجمال سلعة يمكن تداولها بسهولة، مصحوبة بوعود وعروض تبدو أحيانًا بعيدة عن الواقع، لكن وراء كل إعلان عن حقنة «فيلر» أو جلسة «بوتوكس» بأسعار منخفضة، مخاطر حقيقية تهدد الصحة والحياة.

فى هذا السياق، ذاع مؤخرًا صيت حملة «خالتو لابسة بالطو»، التى انطلقت فى أكتوبر الجارى عبر «فيسبوك»، وتستهدف تسليط الضوء على ظاهرة انتشار مراكز التجميل الوهمية، التى تُدار فى بعض الأحيان من قِبل أشخاص غير مؤهلين، ما يعرّض العملاء لمخاطر صحية وجمالية خطيرة.

وعلى الرغم من الانتشار الواضح لمراكز التجميل، فإن إحصائيات وزارة الصحة تؤكد وجود ٧٢٠ مركز تجميل مرخصة فقط على مستوى الجمهورية، ما يعنى وجود حوالى ٢٥ ألف مركز غير مرخصة، أو تعمل بموافقات مبدئية، بنسبة تصل إلى نحو ٧٠٪.

فى السطور التالية، تستعرض «الدستور» قصصًا حقيقية لضحايا هذه المراكز، ثم تناقش آراء الأطباء والخبراء حول المخاطر المحتملة، مع عرض أبعاد الرقابة القانونية والمهنية.

«الصحة»: عمالتها غير مؤهلة.. وموادها غير مطابقة للمواصفات 

أكدت وزارة الصحة أن التعامل مع مراكز التجميل غير المرخصة قد يؤدى إلى مخاطر صحية جسيمة، مثل الإصابة بحروق جلدية نتيجة استخدام أجهزة ليزر غير مرخصة، أو الإصابة بعدوى بكتيرية أو تسمم، بالإضافة إلى تزايد احتمالات الإصابة بأضرار دائمة فى الأنسجة.

وأشارت، فى بيانات متعددة، إلى أن العمالة غير المؤهلة التى تعمل فى تلك المنشآت غير المرخصة تفتقر إلى الخبرة اللازمة، ما يزيد من احتمالية وقوع أخطاء طبية قد تكون قاتلة، خاصة أن تلك المنشآت لا تلتزم بمعايير النظافة والتعقيم، ما يعرض المرضى للإصابة بالأمراض المعدية.

وشددت على أن التعامل مع تلك المنشآت غير القانونية يحرم المواطنين من الحماية القانونية فى حال وقوع ضرر، حيث يصعب محاسبة هذه المنشآت، مشيرة إلى أن الأدوية والحقن التى يتم استخدامها فى هذه العيادات والمراكز قد تكون غير آمنة، بل قد تكون منتهية الصلاحية أو غير مطابقة للمعايير الطبية، ما يعرض حياة الأفراد للخطر.

أطباء:  يديرها أشخاص غير متخصصين وتتسبب فى انتشار أمراض معدية

أكد الدكتور أحمد عبدالمجيد، إخصائى الأمراض الجلدية والتجميل، أن الأشخاص الذين يدّعون أنهم «خبراء تجميل» أو «استشاريين للتجميل» يعطون أنفسهم ألقابًا لا علاقة لها بالطب من الأساس، مشيرًا إلى أن مسألة الخبراء والاستشاريين لا وجود لها من الناحية العملية، ومن يدعيها «نصاب»، لأنه لا يوجد فى الطب من يحمل هذه الألقاب.

وأوضح: «من يقوم بالأعمال التجميلية يجب أن يكون طبيب أمراض جلدية، ويجب أن يتأكد المريض من حصول هذا الشخص على رخصة وكارنيه نقابة الأطباء، لأن مصطلحات الخبراء والاستشاريين فى التجميل لا وجود لها، فهى مجرد تلاعب لفظى يمارسه منتحلو الصفة الطبية».

كما حذر من مخاطر استخدامات الليزر غير المنظمة فى مجال التجميل، مشيرًا إلى أن الوضع كان تحت إشراف طبى صارم قبل عام ٢٠٠٨، حيث كان الأطباء المتخصصون فى الجلدية وجراحات التجميل يتخذون كل الاحتياطات اللازمة، لكن الأعوام التالية شهدت تزايد الإجراءات التجميلية غير المراقبة التى تتم خارج الإشراف الطبى تمامًا، مع تجاوز أبسط القواعد الطبية الأساسية.

وأوضح: «حتى الإجراءات البسيطة، مثل سحب الدم، تعتبر من الإجراءات الطبية التى تخضع لبروتوكولات صحية دقيقة، تضعها وزارة الصحة والسكان، وتجاهل هذه القواعد قد يؤدى إلى تفشى الأمراض المعدية، مثل مرض الإيدز».

ولفت إلى أن بعض الأمراض، ومن بينها مرض السنط الجلدى، تشهد تزايدًا كبيرًا خلال السنوات الأخيرة، بسبب انتشار الممارسات الطبية غير القانونية، الأمر الذى يشكل خطرًا على كثير من المتعاملين مع مراكز التجميل غير المرخصة، التى تستخدم مواد وأجهزة غير معتمدة.

وأضاف: «الإصابات بالسنط الجلدى لم تعد مجرد إصابات فردية، بل هناك العديد من المرضى الذين تعرضوا لهذه العدوى نتيجة الإهمال فى مراكز التجميل غير المرخصة، التى تفتقر للإجراءات الصحية السليمة»، مشددًا على أهمية مراجعة الإجراءات الطبية تحت إشراف أطباء متخصصين، خصوصًا عندما يتعلق الأمر بالأورام الجلدية، سواء كانت حميدة أو خبيثة، ومؤكدًا أنه لا مجال للتهاون فى مثل هذه الأمور حفاظًا على صحة المجتمع، بدلًا من المخاطرة بانتشار الأمراض المعدية.

من جهته، كشف الدكتور أسامة إبراهيم، إخصائى الأمراض الجلدية أحد المشاركين فى حملة «خالتو لابسة بالطو»، عن أن بعض الصيادلة يتورطون فى ممارسات غير آمنة فى مجال التجميل، كما أن بعض «الكوافيرات» يتعاونّ معهم على تقديم خدمات مثل الحقن بالفيلر والبوتوكس وتقشير البشرة الكيميائى، رغم أنهم غير مؤهلين لهذه الممارسات الطبية.

وقال إن العمل فى مجال الأمراض الجلدية يتطلب دراسة الطب البشرى، ثم التخصص فيه مع التدريب واستكمال الدراسات العليا، فى رحلة دراسية قد تمتد بين ١٢ و١٥ عامًا، مشيرًا إلى أنه «من المهم أن يفهم الناس أن من يعمل فى مجالات التجميل يجب أن يكون مؤهلًا طبيًا ومحصنًا بالخبرة الكافية، لأن أى خطأ فى الحقن أو العلاج قد يؤدى إلى تشوهات دائمة أو مضاعفات صحية خطيرة.»

الأمر نفسه نبهت إليه الدكتورة رانيا الساهر، أستاذ الأمراض الجلدية إحدى المشاركات فى حملة «خالتو لابسة بالطو»، بقولها إن البعض يخلط بين التخصص الطبى فى الأمراض الجلدية والعلاج الطبيعى، فيتورط بعض المتخصصين فى العلاج الطبيعى فى ممارسات طبية هم غير مؤهلين لها.

كما أكد الدكتور محمد لطفى الساعى، أستاذ الأمراض الجلدية وتجميل الجلد والليزر، أن مصر شهدت فى الفترة الأخيرة انتشارًا ملحوظًا لمراكز التجميل غير المرخصة، نتيجة تداخل عدة عوامل اقتصادية وإعلامية وتنظيمية.

وأضاف «الساعى» أن ارتفاع تكلفة الإجراءات الطبية فى العيادات المرخصة دفع البعض للبحث عن بدائل أرخص، ولعبت وسائل التواصل الاجتماعى دورًا كبيرًا فى الترويج لهؤلاء العاملين دون أى رقابة فعلية، مبينًا أنه من ناحية أخرى، أسهمت بعض الثغرات فى الرقابة الميدانية وضعف تنفيذ قرارات الغلق، فى استمرار عمل هذه المراكز أو إعادة افتتاحها تحت أسماء جديدة.

وكشف عن أنه «كان قد قدم خلال عضويته فى لجنة الصحة بمجلس الشيوخ عدة مقترحات لتقنين أوضاع هذه المراكز وضمان تقديم خدمات التجميل فقط من قبل مختصين طبيين مرخصين، تحت إشراف علمى وقانونى».

جيهان سلطان:  طبيبة وهمية خدعتنى بالظهور التليفزيونى ودمرت وجهى بالحقن

جيهان سلطان، فتاة عشرينية، كانت تأمل أن تكون زيارتها إلى مركز التجميل مجرد خطوة لتحسين مظهرها، عبر الخضوع إلى جلسة حقن فى وجهها على يد طبيبة شاهدتها فى برامج تليفزيونية، وهو ما تم بالفعل. بعد الحقن، بدأت «جيهان» تشعر بشىء غير طبيعى فى وجهها: ألم شديد، تورم غير مبرر، ثم احمرار واضح فى الجلد. لم تعرف «جيهان» إذا كان هذا طبيعيًا أم لا، لكن مع مرور الوقت بدأ وجهها يتغير بشكل غير مريح، فكلما مرت الساعات تفاقم التورم بشكل مرعب. اتصلت بالعيادة وأرسلت رسائل «واتس آب» إلى الطبيبة، لكن دون أى رد. أخبرها العاملون فى المركز بأن الطبيبة «مسافرة»، ما جعلها تشعر بأن «العالم ينهار من حولها»، مع شعورها بالعجز والقلق. بعد أيام من الانتظار بلا فائدة، قررت «جيهان» أن تذهب إلى طبيبة جلدية، وعندما فحصتها كانت الصدمة، «خراج» فى وجهها نتيجة العدوى التى تسببت بها المادة التى تم استخدامها فى الحقن، لتبدأ رحلة علاج مرهقة طويلة، تناولت فيها مضادات حيوية ٢٠ يومًا كاملة. لم تتوقف المعاناة، ومع مرور الوقت، ظهر صديد فى وجهها فاضطرت إلى الخضوع لعملية جراحية لسحبه يدويًا من وجهها، ثم أصبح الوضع أكثر تعقيدًا، فوجهها بدأ يتشوّه أكثر، وتحول إلى كتل صلبة تُشبه الحجارة، ما اضطرها للخضوع إلى جلسات إذابة لتخفيف تلك الكتل التى يزداد حجمها باستمرار. «أشعر وكأننى مررت بسلسلة من العمليات التجميلية المدمرة»، تقول «جيهان» بحزن، إن الطبيبة الوهمية لم تكتفِ بإعطائها مادة غير صالحة، بل حتى الجرعة الصحيحة من المضادات الحيوية كانت مخطئة، وأرسلتها عبر «واتس آب»، ما جعل الوضع يزداد سوءًا.

سميرة محمد:  حلم استعادة الشباب تحول إلى كابوس فقدان البصر

بحثت سميرة محمد، سيدة أربعينية، طويلًا، عن طريقة لإعادة الشباب والنضارة إلى وجهها، بعد أن بدأ الزمن يترك بصماته على ملامحها، لتقرر الذهاب إلى مركز تجميل شهير فى مدينة نصر بمحافظة القاهرة للخضوع إلى «حقن تجاعيد».

أثناء الجلسة كانت متحمسة للغاية، وتتوقع نتيجة مُرضية، كما وعدها أطباء المركز. لكن ما بدا أنه حلم تحول إلى كابوس سريع، إذ شعرت «سميرة» بشىء غير طبيعى فى عينيها بعد الحقن مباشرة: «الرؤية تتشوش تدريجيًا، والضبابية تزداد يومًا تلو الآخر».

ظنّت أنه مجرد تأثير مؤقت، لكن مع مرور الوقت بدأت الحالة تزداد سوءًا، حتى اكتشفت فقدانها جزءًا من بصرها فى إحدى عينيها بعد أسابيع قليلة. توجهت إلى العديد من الأطباء لفهم ما حدث، لكن النتيجة كانت صادمة: «حقن التجاعيد كانت تحتوى على مواد مجهولة المصدر وغير مرخصة».

أُغلق مركز التجميل بعد شكاوى عديدة من ضحايا آخرين، وبعد أشهر من العلاج المكثف بدأت «سميرة» تتعافى جزئيًا، لكن جروحها النفسية كانت أعمق من أى علاج، مع خوفها الشديد من فقدان بصرها بالكامل، الذى أصبح يرافقها فى كل لحظة.

منى: تعرضت لتشوهات بسبب جلسة ليزر غير آمنة

تمنت «منى» أن تكون جلسة إزالة الشعر بالليزر، التى قررت الخضوع لها فى أحد مراكز التجميل الصغيرة بالإسكندرية، خطوة بسيطة نحو الحصول على بشرة ناعمة ومثالية، بعدما سمعت عن مزايا الليزر، واختارت المركز بناءً على توصيات.

لكن، وبعد انتهاء الجلسة مباشرة، شعرت «منى» بألم حارق فى مكان الخضوع للجلسة، وتحول هذا الألم إلى حروق شديدة، ومع مرور الوقت شعرت بتقرحات حمراء داكنة مؤلمة تظهر على بشرتها، وكأن جلدها قد تعرض للكى.

لم تستطع «منى» أن تنظر إلى وجهها أو يديها فى المرآة دون أن تشعر بالإحراج الكبير، وكان أكبر همها تجنب النظر إليها من أى شخص، أو الاختلاط بها، لأن التشوهات التى تركتها الحروق كانت واضحة للعيان. مرت الأيام على «منى» ببطء، وأصبحت تعيش فى عزلة، حسب وصفها، مُحاصرة بين جروح جسدية ونفسية، قبل أن تتلقى العلاج الطبى المناسب ويُغلق المركز الذى زارته، ويتبين أنه كان يستخدم أجهزة ليزر غير معتمدة، وأدواته كانت غير معقمة.

كورس حقن «الفيلر» بـ1400 جنيه فقط.. وإغراء الضحايا بخصم 3000 جنيه تحت خدعة «عرض أكتوبر»

خلال جولة لمحررة «الدستور» على عدد من منصات التواصل الاجتماعى، رُصدت مجموعة من الإعلانات التى تروّج لما يُعرف بـ«كورسات التجميل النسائى»، التى تُقدَّم من جهات مجهولة الهوية. 

هذه الجهات تدّعى أنها توفر برامج تدريبية نظرية وعملية فى مجال التجميل غير الجراحى، تحت إشراف «أمهر المتخصصين»، دون أى دليل واضح على مؤهلاتهم أو اعتمادهم المهنى.

وتروج هذه الإعلانات للدورات باستخدام عبارات مثيرة للريبة، تزعم أن التدريب يتم على حالات واقعية، وأن المشاركين سيحصلون على شهادات معتمدة داخل مصر وخارجها. 

وعند محاولة التواصل مع المعلنين، يُطلب من المهتمين ترك تعليق فقط، فى خطوة تفتقر إلى المهنية والوضوح، كما تتضمن الإعلانات رموزًا وشعارات لا تمت بصلة لنقابة الأطباء، ما يعزز الشكوك حول مصداقية هذه العروض ويثير تساؤلات حول قانونية نشاطها.

وفى إعلان آخر مثير للشك، عرض أحد المراكز غير المعروفة كورسًا لتعليم تقنيات التجميل مثل الفيلر والبوتوكس بسعر لا يتجاوز ١٤٤٠ جنيهًا، مدعيًا أنها الفرصة الأخيرة لتعلم مجموعة من الإجراءات المتقدمة، من بينها حقن الفيلر، والسكين بوسترز، والبوتوكس، وحقن الميزوثيرابى للبشرة والشعر، إضافة إلى حقن الميزوثيرابى للتخسيس الموضعى.

كما تضمن الإعلان وعودًا بتدريب عملى على تقنيات الفراكشنال ليزر، وإزالة الشعر بالليزر، وإزالة التاتو، واستخدام الخيوط فى شد البشرة وتحسين نضارتها، وادعى القائمون على الإعلان أن البرنامج يشمل أيضًا التعرف على أبرز الأمراض الجلدية المرتبطة بمجال التجميل، وطرق الوقاية من العدوى أثناء عمليات الحقن.

ورغم ضخامة المحتوى المعلن عنه، أشار الإعلان إلى أن مدة الكورس لا تتجاوز عشرة أيام فقط، جميعها مخصصة للتدريب العملى على «حالات حقيقية»، ما يثير علامات استفهام حول جدية البرنامج، ومدى التزامه بالمعايير المهنية والصحية المعتمدة فى هذا المجال.

وفى إعلان آخر، روّج مركز تجميل غير معروف لما وصفه بـ«عرض أكتوبر»، مقدمًا خصمًا بقيمة ٣٠٠٠ جنيه على ما سماه «كورس التجميل والليزر الشامل»، الذى لا تتجاوز مدته ٩ أيام فقط، تشمل تدريبًا نظريًا وعمليًا.

وزعم الإعلان أن مجال التجميل والليزر يُعد من أكثر التخصصات الطبية طلبًا فى سوق العمل، مشيرًا إلى أن العمل فى هذا المجال يحقق أرباحًا كبيرة، كما ادعى القائمون على الإعلان أن البرنامج يؤهل المتدربين لاكتساب جميع مهارات التجميل من الصفر، ليصبحوا جاهزين للعمل فى العيادات الطبية فورًا، حسب نص الإعلان.

وفيما يتعلق بمحتوى البرنامج التدريبى، ادعى المركز أنه يوفر تدريبًا مكثفًا يشمل مجموعة واسعة من تقنيات التجميل، من بينها تعلم حقن الفيلر فى مختلف مناطق الوجه، وحقن البوتوكس فى جميع المواضع، بالإضافة إلى استخدام الميزوثيرابى لأغراض التخسيس، وتحسين البشرة والشعر، كما أشار الإعلان إلى تضمين تدريب عملى على تحضير وحقن البلازما.

وأكد القائمون على الإعلان أن جميع هذه المهارات سيتم اكتسابها من خلال تطبيق عملى مباشر على «حالات حقيقية»، وهو ادعاء يثير القلق بشأن مدى قانونية هذه الممارسات، خاصة فى ظل غياب أى إشراف طبى أو اعتماد رسمى من جهات مختصة.

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق