رشّح الشاعر سامح محجوب، اسم النحّات الراحل محمود مختار، ليكون شخصية الدورة المقبلة من معرض القاهرة الدولي للكتاب المقررة في يناير 2026، تقديرًا لإسهاماته الخالدة في إثراء الفنون المصرية والعربية.

وأكد “محجوب” في تصريح لـ"الدستور"، أن محمود مختار أحد روّاد فن النحت الحديث في مصر والعالم العربي، وصاحب تمثال «نهضة مصر» الشهير، يُعد من أبرز الرموز الوطنية في تاريخ الفن الحديث، إلى جانب كونه مؤسس متحف محمود مختار الذي يحمل اسمه حتى اليوم.

يذكر أن، وُلد مختار في قرية طنبارة التابعة لمدينة المحلة الكبرى، وكان والده إبراهيم العيساوي عمدة القرية، غير أنه نشأ في كنف جدته لأمه بقرية نشا في محافظة الدقهلية، حيث ظهرت بوادر موهبته الفنية منذ طفولته، إذ اعتاد تشكيل الطين وصناعة تماثيل صغيرة تجسّد مناظر الحياة الريفية حوله.

وفي عام 1902، انتقل مختار إلى القاهرة، حيث استقر في أحد أحيائها القديمة بالقرب من مدرسة الفنون الجميلة التي افتُتحت عام 1908 في «درب الجماميز». التحق بالمدرسة ضمن أول دفعة من طلابها، ليلفت أنظار أساتذته الأجانب بموهبته الفذة، مما دفعهم إلى تخصيص مرسم خاص له داخل المدرسة.

وانطلاقًا من إيمانه بقدراته الفنية، قرر راعي المدرسة الأمير يوسف كمال إرسال مختار في بعثة إلى باريس لاستكمال دراسته، حيث تلقى دروسه الأولى في المدرسة الفنية الملحقة بقصر الأمير، قبل أن يواصل مشواره الفني الذي سيصنع منه أيقونة للفن المصري الحديث.

أسهم مختار في تأسيس مدرسة الفنون الجميلة العليا وساهم في إيفاد البعثات الفنية المصرية إلى الخارج، كما شارك في عدد من المعارض الدولية التي حققت أعماله خلالها نجاحًا لافتًا. وفي عام 1930، أقام معرضًا خاصًا لأعماله في باريس، شكّل محطة مهمة في التعريف بالمدرسة المصرية الحديثة في الفن أمام نقاد الفن العالميين.

واختُتمت مسيرته الفنية القصيرة الغنية بإرثٍ خالدٍ من الأعمال التي جسّدت الروح المصرية، وظلّت حتى اليوم علامة على الهوية الجمالية والثقافية لمصر الحديثة.