قال الكاتب عثمان فضل الله، رئيس تحرير صحيفة أفق جديد السودانية، إن ما يجري في مدينة الفاشر يمثل مأساة إنسانية مكتملة الأركان بكل المقاييس، مشيرًا إلى أن المدينة باتت الآن تحت السيطرة الكاملة لميليشيات الدعم السريع، وأن الأخبار القليلة التي تتسرب من داخلها تنذر بكارثة إنسانية غير مسبوقة في دارفور.
وأوضح فضل الله في تصريح لـ الدستور، أن الميليشيات المسيطرة تنفذ حملات تصفية واسعة، كان كثيرون قد حذروا منها منذ أشهر، مؤكدًا أن ما يحدث ليس مجرد مواجهة عسكرية بل عملية منظمة لإفراغ المدينة من سكانها الأصليين، وفرض واقع جديد بالقوة.
الفاشر تدفع ثمن عناد وتمرد مليشيات الدعم السريع
وأضاف، أن الفاشر اليوم تدفع ثمن العناد السياسي والإنكار المستمر لحقيقة ما يجري على الأرض، مشيرًا إلى أن المدينة كانت يمكن أن تجنب هذا المصير لو تم الإصغاء لصوت العقل منذ البداية.
وأكد فضل الله، أن القوى المدنية الرافضة للحرب قدمت مبادرات عديدة لوقف الاقتتال وتجنيب الفاشر الكارثة، لكن هذه المبادرات جوبهت بالرفض والسخرية، مضيفا أن هذا التيار لا يملك أي رؤية وطنية، بل يتغذى على استمرار الحرب لإطالة نفوذه، حتى ولو كان الثمن هو تدمير المدن السودانية واحدة تلو الأخرى.
وأشار، إلى أن المدنيين العالقين داخل الفاشر يعيشون وضعًا إنسانيًا قاسيًا للغاية، في ظل انعدام الغذاء والدواء وتوقف الخدمات الأساسية، بينما المجتمع الدولي يكتفي بإصدار بيانات القلق دون أي خطوات عملية لوقف الانتهاكات أو حماية المدنيين.
تغيير التركيبة السكانية في البلاد
وأوضح، أن المأساة في الفاشر لا تتعلق فقط بالمواجهات العسكرية، بل أيضًا بمحاولات ممنهجة لتغيير التركيبة السكانية، وهو ما يشكل تهديدًا خطيرًا لوحدة السودان ومستقبله.
وأضاف، أن من المؤسف أن نرى تجار الدم اليوم يتباكون على الضحايا الذين كان يمكن إنقاذهم لو تم وقف الحرب مبكرًا، قبل أن تتحول المدينة إلى ركام.
وأكد، أن المجتمع الدولي يتحمل جانبًا من المسؤولية عن هذا الصمت، لأن الفاشر ليست مجرد مدينة سودانية، بل رمز لصمود المدنيين في وجه الحرب والفوضى، داعيًا إلى تحرك عاجل لوقف الجرائم التي ترتكبها ميليشيات الدعم السريع بحق الأبرياء.
واختتم فضل الله تصريحه بالقول: الفاشر اليوم تدفع ثمن العناد والإنكار، وثمن الصراع بين من لا ضمير لهم ومن لا رؤية لديهم، وإذا لم يتوقف هذا النزيف سريعًا، فإن السودان بأكمله مقبل على كارثة أكبر قد تمتد إلى ما هو أبعد من دارفور.















0 تعليق