خبير أثري: المتحف المصري الكبير ركيزة أساسية للقوة الناعمة وسيعزز السياحة الثقافية (خاص)

الدستور 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

قال الخبير الأثري والمتخصص في علم المصريات، الدكتور أحمد عامر، إن المتحف المصري الكبير يمثل نقلة نوعية في مجال السياحة الثقافية بمصر والمنطقة العربية والعالم، موضحًا أنه سيستهدف خمسة ملايين زائر سنويًا، أي بما يعادل نحو ثلاثة عشر ألف زائر يوميًا، ما يعكس حجم الإقبال المتوقع على هذه التحفة المعمارية والثقافية.

وأشار "عامر" إلى أن المتحف لن يكون مجرد وجهة سياحية، بل سيكون أداة للتوازن بين السياحة الثقافية والسياحة الترفيهية، إذ تم تصميمه وفق أعلى المعايير الدولية، وهو حاصل على عدة جوائز عالمية، أبرزها جائزة فرساي المقدمة من الدولة الفرنسية، إضافة إلى شهادة الأيزو، ليصبح بذلك المتحف بمثابة هدية مصر للعالم، حيث يحتوي على أكبر مجموعة من القطع الأثرية التابعة لدولة واحدة لحضارات مصر القديمة.

وأضاف في تصريحات خاصة لـ"الدستور" أن المتحف المصري الكبير ليس مجرد مكان لعرض الآثار، بل هو أيقونة مهمة لنشر الوعي الثقافي على مستوى العالم، فهو يضم نحو سبعة وخمسين ألف قطعة أثرية، بما في ذلك قطع نادرة يعود تاريخها إلى نحو سبعمائة ألف سنة، بالإضافة إلى المجموعة الكاملة الخاصة بالملك توت عنخ آمون، وتمثال الملك رمسيس الثاني، والمسلة المعلقة، هذه المجموعات الفريدة تجعل المتحف من أعظم المتاحف عالميًا، ليس في المنطقة العربية فقط".

وأوضح أن المتحف يساهم بشكل كبير في تعزيز السياحة الثقافية، من خلال جذب السائحين من مختلف دول العالم، نظرًا لتنوع آثاره وقيمة محتوياته التاريخية، إضافة إلى الأساليب الحديثة في العرض المتحفي والتقنيات التكنولوجية المتطورة، سواء في حجوزات الدخول أو إتاحة المعلومات التفصيلية عن كل قطعة أثرية، إلى جانب استخدام الواقع الافتراضي والملحقات التفاعلية، ما يجعل تجربة الزائر متكاملة، تجمع بين التعليم والمعرفة والترفيه.

وعن الدور الوطني والثقافي للمتحف، أشار إلى أن المتحف يمثل ركيزة أساسية للقوة الناعمة لمصر في العصر الحديث، مؤكدًا أن العالم اليوم يتنافس على كسب العقول والقلوب، وأن المتحف سيكون بمثابة سفير دائم لمصر لدى الإنسانية، يروي للعالم قصة حضارة تخطت آلاف السنين. 

وأضاف: "المتحف ليس مجرد مكان للعرض، بل هو نواة لمشروع وطني يوحد وجدان المصريين حول رمز يعكس عبقرية أمتهم، ويعزز الانتماء ويزرع في الأجيال الجديدة الثقة بأن الدولة المصرية، التي شيدت الأهرامات، ما زالت قادرة على الإنجاز في القرن الحادي والعشرين".

وأكد أن المتحف المصري الكبير يشكل أحد أبرز ركائز السياحة الثقافية المستدامة في الشرق الأوسط، فزيارة المتحف لا تقتصر على مشاهدة الآثار فقط، بل تمتد لتشمل رحلات تعليمية، وأنشطة فنية وموسيقية وترفيهية تُنظم في ساحاته، لتتحول الزيارة إلى تجربة شاملة تجمع بين المتعة والمعرفة.

وشدد على أن مصر تحتل مكانة فريدة على مستوى العالم من حيث التراث الحضاري، وهى الدولة الوحيدة القادرة على تقديم تجربة سياحة ثقافية بلا منافس، إذ يجمع المتحف بين التراث المادي واللامادي، ويضع مصر في صدارة الدول من حيث التميز الحضاري والسياحي.

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق