عن الكتابة للأطفال في زمن الذكاء الاصطناعي، وثورة الاتصالات والتكنولوجيا التي شهدت طفرات غير مسبوقة، وهل مازال لأدب الأطفال نفس الأثر عن ذي قبل، تحدثت الكاتبة عزة سلطان.
عزة سلطان: الكتابة للأطفال بالنسبة لي التزام أخلاقي
وعن روايتها “حروب وهمية”، للأطفال قالت “سلطان” في تصريحات خاصة لــ"الدستور": “رواية حروب وهمية ليست تجربتي الأولى الناشئة، لكن الكتابة للأطفال بالنسبة لي التزام أخلاقي أسعى في مسارها بجد ودأب”.
وأضافت صاحبة رواية “تدريبات علي القسوة”: “لا يعنيني إلا أن أكتب قصص يحبها الأطفال، كتبت لمراحل عمرية مختلفة، عندما كبر ابنى نبهني إلى مشكلات يواجها جيله، وهذا ما جعلني أتوجه للكتابة في موضوعات مختلفة مثل رواية حروب وهمية التي ناقشت عالم الألعاب الالكترونية”.
عزة سلطان: ناقشت قضايا اجتماعية مثل التنمر بين الفتيات
واستدركت “سلطان”: “لكنني أيضا ناقشت قضايا اجتماعية مثل التنمر بين الفتيات، وصدرت رواية “لمة بنات”، عن الهيئة العامة للكتاب، لذا ربما يعتقد من يطالع قائمة أعمالي أنني كاتبة للأطفال للعدد الكبير من العناوين الذي صدر منذ 1998 وحتى الآن، لكن أنا لا أستطيع وضع لافتة واضحة تحدد نوع الكتابة التي أكتبها، فقط أحب أن أكتب”.
بين الكتابة السينمائية والشعر والقصة القصيرة تعددت الألوان الإبداعية التي مارستها، عزة سلطان، وحول أي هذه الأجناس الأقرب إليها، وإلى أي مدي تؤثر في بعضها البعض، تابعت "سلطان": "هذا سؤال كثيرًا ما يواجهني، والحقيقة إنني لا أتعامل مع هذه الأشكال بوصفها مسارات منفصلة، بل كمياه مختلفة تصب في نهر واحد".
عزة سلطان: اللون الأدبي الأقرب لي هو الذي يشبه حالتي النفسية في اللحظة التي أكتب فيها
واستكملت: “حين أكتب قصة قصيرة، أكون مشدودة إلى لحظة مكثفة تحتاج إلى اقتصاد لغوي ووعي بالإيقاع الداخلي، وحين أقترب من السينما، أتنفس بالصورة، أترك للعين أن تقود الجملة، وأفكر في الحركة والظل والفراغ كما يفكر مخرج أكثر مما يفكر راوٍ، أما الشعر، فهو المساحة التي أسمح فيها للصوت أن يتعرّى تمامًا، بلا حماية السرد ولا قواعد البناء”.
وأوضحت “سلطان”: “أيها الأقرب؟ هذا هو السؤال الأصعب، المؤكد أن الأقرب هو الذي يشبه حالتي النفسية في اللحظة التي أكتب فيها، هناك أوقات لا أحتمل الشرح، فألجأ لقصيدة قصيرة مثل زفير سريع، وأوقات أخرى أحتاج فيها إلى حكاية كي أرتّب الفوضى بداخلي، فأكتب قصة، أما السيناريو فهو مجال عملي وعند العمل على سيناريو فإن الأمور تختلف، حيث هناك التزام بالكتابة وهذا هو الأصعب، كيف تجلس لتكتب تتعمد أن تبدع، وتكون صورة مختلفة ومميزة".
واستطردت عزة سلطان: “ما أحبه في هذا التنوع أن كل شكل يعلّم الآخر شيئًا السينما تعلّم القصة الاختزال، القصة تعلّم السيناريو أن ينصت لما لا يُقال، والشعر يسرّب حساسيته للجميع، وفي النهاية، ما أبحث عنه ليس الشكل، بل الحالة التي تجعل النص صادقًا بما يكفي ليترك أثرًا، حتى لو كان أثرًا صغيرًا لكنه حي”.











0 تعليق