فحصت الأجهزة الأمنية بوزارة الداخلية مقطع فيديو متداول على مواقع التواصل الاجتماعي، أظهر مشهدًا مؤلمًا لاعتداء مالك عقار على رجل مسن أمام المارة في أحد شوارع محافظة السويس، وسط حالة من الغضب الواسع بين المواطنين.

وكشفت التحريات الأولية أن المعتدي هو مالك عقار، نشب بينه وبين أحد المستأجرين خلاف حول شقة “إيجار قديم”، تطور إلى مشادة انتهت بقيام المالك بصفع الرجل المسن على وجهه مرتين أمام ابنته التي كانت توثق الواقعة.

استغاثة ابنة المجني عليه

روت ابنة المجني عليه تفاصيل الواقعة قائلة إنها ذهبت برفقة والدها بعد صلاة الجمعة إلى الشقة المتنازع عليها لجلب دوائه الذي نسيته بالداخل، موضحة أن والدها يبلغ من العمر 66 عامًا ويعاني من السكر وأمراض القلب والفشل الكلوي والصرع.

وأضافت أن المالك "عاصم" رفض دخولهم، رغم توضيحهم أن الهدف فقط هو إحضار العلاج، مشيرة إلى أنه تحدث بأسلوب غير لائق وهددهم بالطرد.

وتابعت في روايتها: "لقيناه نادى على أخوه علي والرجالة جم في ثواني، بابا كان بيرتعش من المرض ومخدش العلاج، وفجأة علي لطش له بالقلم قدامي زي ما باين في الفيديو."

تحرك عاجل من الداخلية

وأكد مصدر أمني أن الأجهزة المختصة بدأت فحص الفيديو لتحديد مكان الواقعة وهوية المتهمين، تمهيدًا لضبطهم واستدعاء جميع الأطراف لسماع أقوالهم.

وأشار المصدر إلى أن وزارة الداخلية شددت على عدم التهاون في مثل هذه الحوادث، خصوصًا تلك التي تمس كرامة المواطنين، مؤكدًا أن الواقعة قيد التحقيق العاجل من قِبل جهات الاختصاص.

غضب واسع على مواقع التواصل

أثار الفيديو موجة كبيرة من الغضب بين رواد مواقع التواصل، الذين وصفوا المشهد بـ"المهين"، مطالبين بمحاسبة المعتدي ومعاقبته على الملأ ليكون عبرة لغيره.

وانتشرت تعليقات غاضبة على السوشيال ميديا تطالب بسن قوانين أكثر صرامة لحماية كبار السن والمستأجرين من أي تجاوزات أو تعديات.

العقوبة القانونية

أكد خبراء القانون أن الواقعة تندرج تحت بند الضرب والإهانة العلنية طبقًا للمادة 242 من قانون العقوبات، التي تنص على الحبس لمدة تصل إلى ثلاث سنوات.

وفي حال اقترن الاعتداء بالإهانة أو تم ضد شخص مسن أو مريض، تُغلظ العقوبة لتصل إلى الحبس من ثلاث إلى خمس سنوات، مع التعويض المدني.

وأشار قانونيون إلى أن الفيديو المتداول يُعد دليلًا كافيًا لإثبات الواقعة وتحريك الدعوى الجنائية ضد المتهمين.

غضب واسع ومطالب بالردع

أثار الفيديو المتداول حالة من الغضب والاستياء بين المواطنين على مواقع التواصل الاجتماعي، الذين اعتبروا المشهد إهانة للمسنين وتجاوزًا صريحًا لكل القيم الإنسانية.

وطالب مئات المتابعين بتطبيق عقوبة رادعة ضد المتهم، مؤكدين أن الاعتداء على رجل كبير أمام ابنته يُعد جريمة أخلاقية قبل أن تكون جنائية، ولا يجوز التساهل فيها تحت أي مبرر.

وأشار رواد السوشيال ميديا إلى ضرورة تغليظ العقوبات في مثل هذه الوقائع، لضمان عدم تكرارها، وحماية كبار السن من أي شكل من أشكال العنف أو الإهانة.