في أجواء من الطرب الأصيل والحنين إلى زمن الفن الجميل، تألقت ليالي الدورة الثالثة والثلاثين من مهرجان الموسيقى العربية على مسرح النافورة يدار الأوبرا المصرية، حيث اجتمع عشاق الغناء الكلاسيكي ليستمتعوا بأصوات أطربت القلوب وأعادت وهج الأغنيات الخالدة.
ياسر سليمان.. يطرب الجمهور باغاني من زمن محمد رشدي ومها صبري
أحيا نجم الاوبرا ياسر سليمان حفلًا مميزًا على مسرح النافورة، قدّم خلاله مجموعة من روائع الطرب العربي الأصيل، وسط تفاعل كبير من الجمهور الذي استعاد معه ذكريات زمن العمالقة.
واستهل سليمان فقرته بأغنية "كعب الغزال" للمطرب الكبير محمد رشدي، من كلمات حسين السيد وألحان منير مراد.
وقد أضفى عليها لمسته الخاصة بإيقاعاتها الشرقية الراقصة التي دفعت الحضور إلى التفاعل والتصفيق بحرارة مع كل جملة موسيقية.
ثم انتقل لياسر سليمان إلى اللون الرومانسي، فقدم الأغنية الشهيرة "وحياتك يا حبيبي" للفنانة مها صبري، من كلمات حسين السيد وألحان سيد مكاوي.
وقدّمها بإحساس عالٍ وصوت دافئ عبّر عن عمق المشاعر التي تحملها كلمات الأغنية، لتسود القاعة لحظات من الهدوء والإنصات قبل أن ينفجر الجمهور بالتصفيق.
واختتم سليمان حفله بأغنية "إنت مين" من كلمات عبد الرحمن الأبنودي وألحان كمال الطويل، وهي واحدة من روائع الفنان محمد رشدي.
وبأداء متقن وتفاعل كبير، أشعل بها المسرح في ختام فقرته، لتتعالى الهتافات إعجابًا بموهبته وأدائه المفعم بالروح المصرية الأصيلة.
مي حسن.. صوت تعيد أجواء طرب سعاد محمد وداليدا
وتألقت الفنانة مي حسن في فقرة خاصة جمعت بين الطرب الأصيل والموسيقى الحديثة، لتؤكد حضورها الفني بصوت قوي وإحساس مرهف لامس مشاعر الجمهور.
افتتحت مي حسن فقرتها بأغنية "القلب ولا العين" التي اشتهرت بصوت الفنانة الكبيرة سعاد محمد، من كلمات مأمون الشناوي وألحان محمود الشريف.
وقدّمتها بأسلوبها الخاص الذي أعاد للأذهان أجواء السينما الغنائية في الخمسينيات، فغمر المسرح عبق الحنين لأيام الأبيض والأسود.
ثم انتقلت إلى المقطوعة الموسيقية "قديش كان في ناس" من تأليف وتلحين زياد الرحباني، لتقدمها برؤية موسيقية راقية، أظهرت قدرتها على الدمج بين المدرسة الرحبانية والتوزيع العصري، فلامست القلوب بشجنها وحنينها.
وفي ختام حفلها، غنت مي حسن أغنية "حلوة يا بلدي" للفنانة داليدا، من كلمات مروان سعادة وألحان جيف بارنيل.
وقدّمتها بإحساس وطني عميق جعل الجمهور يردد معها كلمات الأغنية التي تعبّر عن حب الوطن ودفء الانتماء، ليختتم الحفل وسط تصفيق طويل وهتافات إعجاب.
أحمد سعيد.. حنين العندليب يملأ الأوبرا
كما أحيا الفنان أحمد سعيد حفلًا طربيًا مميزًا على مسرح النافورة، ضمن فعاليات الدورة نفسها، وسط حضور جماهيري كبير من عشاق الكلاسيكيات.
قدّم أحمد سعيد مجموعة مختارة من روائع زمن الفن الجميل، بدأها بأغنية "أول مرة تحب يا قلبي" للعندليب عبد الحليم حافظ، التي جسّد فيها مشاعر الحب الأولى بصوت دافئ أعاد إلى الأذهان سحر أغاني الخمسينيات.
ثم قدم الأغنية الجماهيرية "ع الحلوة والمرة"، وهي من الأغنيات التي ارتبطت بذكريات الأجيال، فغناها أحمد سعيد بأسلوبه الخاص، جامعًا بين الأصالة والعذوبة، لتتحول القاعة إلى كورال جماعي يردد معه كلماتها.
واختتم الحفل برائعة "تعب الهوى قلبي" للموسيقار محمد فوزي، وهي من الأغاني التي تتطلب إحساسًا عاليًا وقدرة على التنقل بين المقامات الشرقية، وقد أبدع فيها أحمد سعيد أداءً وصوتًا وتعبيرًا، وسط تفاعل كبير من الحضور الذين أصروا على تحيته وقوفًا.
تكريم أم كلثوم في الدورة الـ33 مهرجان الموسيقى العربية
يُذكر أن دار الأوبرا المصرية أطلقت فعاليات الدورة الثالثة والثلاثين من مهرجان الموسيقى العربية بحضور الدكتور أحمد فؤاد هنو، وزير الثقافة، والدكتور علاء عبد السلام، رئيس دار الأوبرا، ونائب مدير المهرجان المايسترو محمد الموجي.
وقد خُصصت هذه الدورة لتكريم كوكب الشرق أم كلثوم بمناسبة مرور خمسين عامًا على رحيلها، حيث اختيرت لتكون شخصية المهرجان هذا العام، تكريمًا لمسيرتها التي شكّلت وجدان الفن العربي، ولإحياء تراثها الذي لا يزال حيًّا في قلوب الملايين.
0 تعليق