بعد نجاحها فى قيادة جهود التوصل إلى اتفاق إنهاء الحرب فى غزة، بدأت مصر فى إعادة ترتيب البيت الفلسطينى من الداخل، سعيًا لتحقيق المصالحة الوطنية ووحدة الموقف اللازمين فى معركة إقامة الدولة الفلسطينية المستقلة، التى يسعى إليها كل فلسطينى بعد وقف الإبادة، فضلًا عن تنفيذ جميع مراحل «اتفاق شرم الشيخ».
واستضافت القاهرة، أمس الأول، مباحثات بين الفصائل الفلسطينية للوصول إلى توافق فلسطينى فى إطار المرحلة الثانية من خطة الرئيس الأمريكى، دونالد ترامب، بشأن غزة، حيث التقى اللواء حسن رشاد، رئيس جهاز المخابرات العامة المصرية كلًا من: حسين الشيخ، نائب الرئيس الفلسطينى، وماجد فرج، رئيس جهاز المخابرات الفلسطينى، والأمين العام للمبادرة الوطنية الفلسطينية مصطفى البرغوثى، والأمين العام للجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين فهد سليمان، والأمين العام لحركة الجهاد الإسلامى زياد النخالة، ونائب الأمين العام للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين جميل مزهر، ووفدًا من الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين «القيادة العامة» برئاسة الأمين العام طلال ناجى.
كما استضافت القاهرة لقاءً بين وفد حركة «حماس»، برئاسة خليل الحية، ووفد حركة «فتح»، برئاسة حسين الشيخ، لبحث المشهد الوطنى الفلسطينى، وترتيبات ما بعد وقف حرب غزة.
عن هذه الاجتماعات المهمة، ودورها فى تحقيق الوحدة الوطنية الفلسطينية اللازمة فى الترتيبات الخاصة بالمراحل المقبلة من اتفاق شرم الشيخ، يتحدث سياسيون وخبراء فلسطينيون لـ«الدستور»، فى السطور التالية.
«منظمة التحرير»: ترتيبات مصرية فلسطينية للاتفاق على «لجنة إدارة غزة»
قال واصل أبويوسف، عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية، إن الاجتماعات المكثفة بين الفصائل الفلسطينية فى القاهرة، تهدف للوصول إلى حوار وطنى شامل، فى ظل المخاطر والتحديات التى تحيط بالقضية الفلسطينية.
وأضاف «أبويوسف»: «الاجتماعات تبحث عن الاتفاق على استراتيجية وطنية جامعة تعمل على تعزيز الصمود الفلسطينى، وتأكيد حقوق الشعب الفلسطينى فى إقامة دولته المستقلة على كامل الأراضى المحتلة فى الضفة الغربية وقطاع غزة والقدس، وضمان حق العودة للاجئين».
وواصل: «وجود نائب رئيس دولة فلسطين، حسين الشيخ، فى القاهرة، ورئيس المخابرات الفلسطينية، ماجد فرج، يأتى فى إطار اجتماعات مهمة لتفعيل القيادة الفلسطينية، والتواصل مع الفصائل الأخرى، بهدف بلورة موقف وطنى جامع لكل فصائل العمل الفلسطينى»، معربًا عن أمله فى أن تتكلل الجهود المصرية والفلسطينية بالنجاح لما فيه مصلحة الشعب الفلسطينى وقضيته العادلة.
وأكمل: «فى المرحلة الحالية، الأولوية هى تحقيق وقفٍ كلى للحرب ضد الشعب الفلسطينى، فى مواجهة سياسة التدمير والقتل، مع رفض التهجير القسرى، وهو موقف مشترك، فلسطينيًا ومصريًا وأردنيًا وعربيًا، وتحقق باتفاق وقف إطلاق النار فى غزة. أما المرحلة المقبلة فستكون مرحلة فلسطينية بامتياز، تتولى الترتيبات المتعلقة باللجنة الإدارية التى تم الاتفاق عليها مع الأشقاء فى مصر، على أن تشمل مهام هذه اللجنة: إدخال المواد بشكل مستدام، وفك الحصار، وفتح المعابر، وحفظ الأمن داخل قطاع غزة، ومتابعة الانسحابات الإسرائيلية، وتعزيز صمود المواطنين».
وتابع: «من بين الملفات الأساسية أيضًا مسألة إعادة إعمار ما دمره الاحتلال فى قطاع غزة، بالتوازى مع إعلان مصر نيتها دعوة مؤتمر مانحين، فى نوفمبر المقبل، من أجل البدء الفورى فى تنفيذ خطة إعادة الإعمار وإزالة الركام. فنحن نتحدث اليوم عن نحو ٥٥ مليون طن من الركام الناتج عن تدمير البيوت والمساكن والمستشفيات والبنية التحتية، وهو ما يحتاج إلى آليات وورش عمل كبيرة على صعيد الإزالة والبناء خلال الفترة المقبلة».
وشدد على أن مصر تبذل جهودًا كبيرة لإنجاح الحوار الوطنى الشامل عبر التنسيق مع مختلف الفصائل الفلسطينية، وتؤكد فى الوقت نفسه أهمية مواصلة الجهود الدولية لإنهاء الاحتلال، وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة، وضمان حقوق اللاجئين، وفق القانون الدولى.
ونبه إلى رفض كل محاولات الاحتلال لتكريس سيطرته، أو فرض وقائع استيطانية جديدة، سواء من خلال الحديث عن ضمّ الضفة الغربية، أو السعى لفصل قطاع غزة عبر إدارة منفصلة، مؤكدًا أن هذا الأمر مرفوض تمامًا.
واختتم حديثه بالقول: «نرحب بالدور المصرى المهم فى دعم القضية الفلسطينية ورعاية الحوار الوطنى، لما يمثله من ضمانة لاستمرار المشروع الوطنى الفلسطينى، ودفع الجهود باتجاه تحقيق حقوق شعبنا».
«حماس»: أولوية للمساعدات وإعادة الإعمار
أكد عضو المكتب السياسى لحركة «حماس»، حسام بدران، أن اجتماعات الفصائل الفلسطينية فى القاهرة تستهدف متابعة خطوات تنفيذ اتفاق شرم الشيخ للسلام ووقف الحرب فى غزة.
وشدد «بدران» مع الإعلامى سمير عمر، رئيس قطاع القنوات الإخبارية بالشركة المتحدة للخدمات الإعلامية، فى لقاء لقناة «القاهرة الإخبارية»، على جدية الحركة فى المضى قدمًا لتنفيذ اتفاق غزة، مع وجود إجماع بين الفصائل الفلسطينية على رؤية مشتركة لتنفيذ الاتفاق بما يحقق مصلحة الشعب الفلسطينى.
وأضاف: «اتفاق شرم الشيخ جاء بعد لقاءات واتصالات مكثفة بين الفصائل الفلسطينية»، معتبرًا أن الموقف الذى عبرت عنه «حماس» بشأن وقف حرب غزة يمثل الفلسطينيين كافة.
وأضاف السياسى الفلسطينى: «اجتماع الفصائل فى مصر يستهدف اتخاذ الخطوات اللازمة للمرحلة المقبلة بعد إنجاز الاتفاق»، مؤكدًا وجود توافق وطنى فلسطينى على جميع القضايا المطروحة، مع إعلان الفصائل الفلسطينية عن التزامها ببنود اتفاق شرم الشيخ، الذى نجح فى وقف الحرب على غزة.
وثمّن جهود مصر والوسطاء فى التوصل إلى الاتفاق، خاصة مصر، التى طالما احتضنت اللقاءات الوطنية الفلسطينية على المستويين الثنائى والجماعى، قبل أن يعقب: «الفصائل عازمة على تطبيق الاتفاق بكل بنوده».
وواصل: «الفصائل الفلسطينية لمست شعورًا حقيقيًا بالمسئولية، وأنه ليس هناك فصيل فلسطينى يمكنه بمفرده تلبية حاجات الشعب الفلسطينى، لذا تتطلب المرحلة الحالية استمرار الحوار الوطنى، وتقديم المصلحة العليا الفلسطينية على أى مصالح حزبية».
وشدد على أن الشعب الفلسطينى أكبر من كل فصائله، وهذه الفصائل هى نتاج لإرادته، داعيًا إلى توحيد الصف الفلسطينى لمواجهة التحديات الراهنة، فالشعب الفلسطينى لم يعد يحتمل الانتظار لتحقيق وحدة حقيقية بين الفصائل.
ورأى أن الأولوية الآن هى كل ما يتعلق بقطاع غزة من مساعدات وإعادة إعمار، مع ضرورة التوافق الوطنى على تشكيل لجنة فلسطينية من «التكنوقراط» لإدارة الشأن الفلسطينى.
واختتم عضو المكتب السياسى لحركة «حماس» بقوله: «تم الاتفاق على عقد لقاءات واجتماعات جديدة، لبحث القضايا أو الملفات التى تحقق مصلحة الفلسطينيين وتلبى طموحاتهم».
«فتح»: الوحدة ضرورة وجودية لحماية الوطن من المشروع الاستعمارى الإسرائيلى
أكد ديمترى دليانى، عضو «المجلس الثورى» المتحدث باسم «تيار الإصلاح الديمقراطى» فى حركة «فتح»، أن الدور المصرى فى دعم المصالحة الفلسطينية، واستكمال اتفاق وقف الإبادة الإسرائيلية فى غزة، يُجسّد عمق الارتباط التاريخى بين مصر وفلسطين.
وأضاف «دليانى»: «القاهرة كانت على الدوام الحاضنة التى صانت الوعى القومى العربى، وتحملت الجزء الأكبر من مسئولية الدفاع عن القضية الفلسطينية فى مواجهة المشروع الاستعمارى الإسرائيلى». وواصل: «الجهود المصرية الحالية تعبر عن إدراك استراتيجى بأن وحدة الصف الفلسطينى تمثل خط الدفاع الأول أمام محاولات دولة الإبادة الإسرائيلية لتفكيك الهوية الوطنية، وتحويل الأرض الفلسطينية إلى كيان مستباح بفعل سياسات الاستيطان والإبادة والتطهير العرقى». وأكمل: «القاهرة تدرك أن استعادة الوحدة الوطنية الفلسطينية ليست خيارًا سياسيًا فحسب، بل ضرورة وجودية لحماية المشروع الوطنى، فى ظل التحديات غير المسبوقة التى تواجه الشعب الفلسطينى، سواء فى قطاع غزة أو الضفة الغربية والقدس المحتلة».
وأفاد «دليانى» بأن الاستطلاعات الميدانية تشير إلى أن أكثر من ٧٤٪ من أبناء الشعب الفلسطينى يعتبر إنهاء الانقسام شرطًا رئيسيًا لصمود القضية الوطنية، فى مواجهة منظومة الاحتلال والإبادة، التى أودت بحياة أكثر من ٦٨ ألف شهيد وشهيدة فى قطاع غزة، منذ أكتوبر ٢٠٢٣، معقبًا: «هذه الأرقام تكشف حجم المأساة التى يعيشها الفلسطينيون، لكنها تؤكد فى الوقت ذاته عمق الوعى الجمعى بأهمية الوحدة لمواجهة هذا الواقع المرير». وتابع: «المصالحة الوطنية الفلسطينية ليست مجرد تفاهمٍ سياسى بين الفصائل، بل المصالحة فعل وطنى مقاوم يُعيد الاعتبار للقرار الفلسطينى المستقل، ويستنهض الإرادة الجمعية لشعب لا تنكسر عزيمته»، مؤكدًا من جديد أن «مصر تمثل الرافعة الأساسية لهذا المشروع الوطنى، من خلال رعايتها الحوار الشامل الذى يعقد فى القاهرة بمشاركة مختلف القوى والفصائل الفلسطينية».
ورأى أن المرحلة الحالية تتطلب من جميع الأطراف التحلى بالمسئولية الوطنية العليا، والتعاطى بجدية مع المبادرة المصرية، باعتبارها الطريق الواقعى لإنهاء الانقسام، وبناء شراكة سياسية متينة، تعيد توحيد المؤسسات الفلسطينية، وتعزز الصمود فى مواجهة العدوان الإسرائيلى المستمر.
واختتم «دليانى» بقوله: «الدور المصرى الراهن امتداد طبيعى لموقف تاريخى ثابت، يرى فى فلسطين جزءًا من الأمن القومى العربى، ونحن نعول كثيرًا على القاهرة، التى لم تغب يومًا عن الساحة الفلسطينية، وندرك أن نجاح جهودها فى تحقيق المصالحة سيشكّل تحولًا وطنيًا واستراتيجيًا يعيد للقضية الفلسطينية مكانتها فى الوعى العربى والدولى، ويمهّد الطريق لإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة على كامل الأراضى المحتلة وعاصمتها القدس».
محلل سياسى: لقاءات القاهرة محطة سياسية بالغة الأهمية برعاية المخابرات المصرية
وصف نعمان توفيق العابد، المحلل السياسى الفلسطينى، اللقاءات الجارية فى القاهرة بين وفود فلسطينية ومصرية، بأنها تمثل محطة سياسية بالغة الأهمية نحو ترتيب البيت الداخلى الفلسطينى، وإعادة إحياء مسار المصالحة الوطنية، برعاية جهاز المخابرات العامة المصرية.
وأضاف «العابد»: «مصر تواصل دورها التاريخى فى دعم وحدة الصف الفلسطينى، مستندة إلى موقف ثابت عبّرت عنه خلال السنوات الماضية، يقوم على رفض الانقسام وكل مشاريع التهجير، والتصدى لسياسات الاحتلال الإسرائيلى، التى تهدف إلى تفكيك الهوية الفلسطينية، وتقويض مقومات الدولة المستقلة».
وواصل: «هذه الاجتماعات تأتى فى مرحلة حساسة عقب حرب الإبادة فى قطاع غزة، التى كان لمصر فيها موقف حاسم وواضح، من خلال الضغط السياسى والدبلوماسى على الاحتلال الإسرائيلى لوقف العدوان، ورفض أى محاولات لتهجير الفلسطينيين قسريًا من أراضيهم، وصولًا إلى قمة شرم الشيخ الأخيرة، التى شكلت محطة ناجحة فى تكريس هذا الموقف العربى الداعم للحقوق الفلسطينية».
ونبه «العابد» إلى أن اللقاءات الحالية فى القاهرة تقوم على محورين رئيسيين، الأول هو تعزيز الوحدة الوطنية الفلسطينية، من خلال انضمام الفصائل غير المنضوية إلى منظمة التحرير الفلسطينية، وتشكيل حكومة وفاق وطنى أو حكومة «تكنوقراط» متفق عليها وطنيًا، إضافة إلى تشكيل لجنة إسناد لإدارة قطاع غزة تكون مرتبطة بالحكومة الفلسطينية.
أما المحور الثانى، وفق المحلل السياسى الفلسطينى، فيتعلق بالتحضير للمرحلة الثانية من العملية السياسية، التى تتطلب موقفًا فلسطينيًا موحدًا وتنسيقًا كاملًا مع الأشقاء العرب، خاصة مصر، بما يضمن جاهزية الموقف الفلسطينى لأى مفاوضات أو مبادرات دولية مقبلة.
ونوه بأن الجهود الحالية لمصر، تأتى بعد سلسلة لقاءات واتصالات أجراها مدير المخابرات المصرية مع مسئولين إسرائيليين وأمريكيين، بهدف التمهيد لخطوات عملية تضمن استمرار التهدئة وتهيئة الأجواء السياسية للمرحلة المقبلة، مضيفًا: «ما يجرى فى القاهرة يعد من أكثر الاجتماعات إيجابية فى السنوات الأخيرة، وقد يفضى إلى نتائج ملموسة على صعيد تحقيق الوحدة الوطنية، وتشكيل حكومة توافق فلسطينية شاملة».
واختتم «العابد» بقوله: «الدور المصرى يظل الركيزة الأساسية فى حماية القضية الفلسطينية من محاولات التصفية السياسية والميدانية، ومصر، بقيادة الرئيس عبدالفتاح السيسى، وبحكمة جهاز المخابرات العامة والحكومة المصرية، تواصل العمل على تثبيت خيار الحل السياسى القائم على مبدأ الدولتين، وتدرك أن وحدة الصف الفلسطينى هى الضمانة الوحيدة لصون الحقوق الوطنية، وتحقيق تطلعات الشعب الفلسطينى فى الحرية والاستقلال وإقامة دولته على كامل أراضيه المحتلة وعاصمتها القدس».
«الإصلاح الديمقراطى»: «اتفاق شرم الشيخ» أوقف الإبادة
أقر القيادى بـ«تيار الإصلاح الديمقراطى الفلسطينى»، سمير المشهراوى، بالدور الكبير الذى لعبته مصر لمنع تهجير الفلسطينيين، ومساندة قضيتهم لعشرات السنوات.
وقال «المشهراوى»: «الشعب الفلسطينى لن ينسى مواقف مصر المشرّفة، رغم محاولات المغرضين»، مؤكدًا أن «اتفاق شرم الشيخ أوقف الإبادة الجماعية فى غزة».
وفيما يتعلق بالحوارات الجارية بين الفصائل الفلسطينية فى القاهرة، أوضح السياسى الفلسطينى أنها تستند إلى ٣ ركائز رئيسية، هى: ضمان عدم العودة إلى الحرب، وبدء عملية إعادة إعمار قطاع غزة فى أسرع وقت ممكن، ومساعدة الوسطاء فى إنجاح خطة الرئيس الأمريكى، دونالد ترامب.
وأضاف: «حوارات الفصائل تسير بشكل مسئول وبنّاء»، مشددًا فى الوقت ذاته على أن «الحضور الدولى الواسع لقمة شرم الشيخ يجب أن يمثل ضمانة حقيقية لوقف الحرب».
«الجهاد الإسلامى»: وحدة الفصائل ضرورة مُلِحة
أكد الأمين العام لحركة «الجهاد الإسلامى»، زياد النخالة، أن الفصائل الفلسطينية المجتمعة فى القاهرة توصلت إلى تفاهمات محددة بشأن وقف الحرب على قطاع غزة. وقال «النخالة»، فى تصريح خاص لقناة «القاهرة الإخبارية»، إن الفصائل الفلسطينية ملتزمة بوقف الحرب طالما التزمت إسرائيل بذلك، موجهًا الشكر إلى مصر وقطر على الجهود الكبيرة التى بذلتاها لوقف الحرب على غزة.
وأضاف أمين «الجهاد الإسلامى»: «تثبيت وقف إطلاق النار فى غزة يعتمد على التزام الطرفين الفلسطينى والإسرائيلى»، وأشاد بمساعى القاهرة لتحقيق وقف دائم للحرب، تمهيدًا لتنفيذ بقية مراحل الاتفاق. وشدد على أن الفصائل الفلسطينية تدرك ضرورة إنهاء الانقسام من أجل مواجهة المشروعات الإسرائيلية، مؤكدًا أن وحدة الفصائل الفلسطينية باتت ضرورة وطنية مُلِحة.
«الجبهة الديمقراطية»: العمل جارٍ من أجل «هدوء دائم»
وصف الأمين العام لـ«الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين»، فهد سليمان، اجتماعات الفصائل الفلسطينية فى القاهرة بأنها تمثل تطورًا إيجابيًا بكل المقاييس، مشيدًا بالجهود المصرية لإقرار وقف إطلاق النار فى غزة.
وقال «سليمان»، فى تصريح خاص لقناة «القاهرة الإخبارية»، إن الحركة الوطنية الفلسطينية تعمل على الوفاء بالاستحقاقات المقبلة، والتى لا تقل صعوبة من حيث شروطها عما سبق، مؤكدًا أن العمل جار لتثبيت وقف إطلاق النار.
وأفاد الأمين العام لـ«الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين» بأن بنود اتفاق غزة تشمل: لجنة إدارة القطاع والحالة الأمنية الداخلية، وخطوط الانسحاب الإسرائيلى، والمساعدات وإعادة الإعمار، مضيفًا: «الاتفاق يحتاج إلى آليات لتنفيذه، وهناك إجماع فلسطينى على ضرورة الالتزام ببنوده، لكونه يلبى مصلحة وطنية خالصة».
وشدد على أن إعادة إعمار غزة ليست حكرًا على طرف بعينه، بل مهمة وطنية جامعة بامتياز، لافتًا إلى ضرورة تحقيق شروط الاستقرار فى غزة، وتوفير الاحتياجات المالية التى تساعد على إعادة الإعمار. وأتم السياسى الفلسطينى بقوله: «مصر تلعب دورًا رئيسيًا فى إعادة إعمار غزة، ونجاح هذه الجهود يستوجب مناخًا سلميًا ومستقرًا».












0 تعليق