أكد موقع "ديزاينبووم" الإيطالي، أن مصر انتهت من كافة الأعمال الإنشائية في المتحف الكبير ليقف شامخًا على بعد ميل واحد فقط من أهرامات الجيزة، في موقع استراتيجي على هضبة صحراوية عند أطراف القاهرة.
وتابع: هذا المشروع الضخم يمثل جسرًا يربط بين ماضي الحضارة المصرية العريقة وحاضرها المعاصر، ويُعد أكبر متحف في العالم مخصص لحضارة واحدة، إذ يضم نحو 100 ألف قطعة أثرية توثق آلاف السنين من التاريخ المصري.
المتحف الكبير.. تصميم رائع يعكس هوية المكان
وذكر الموقع أن المتحف يمتد من ساحة المدخل باتجاه الأهرامات على محور بصري دقيق، حيث تتصاعد خطوط السقف تدريجيًا لتتماشى مع أفق الأهرامات الثلاثة دون أن تتجاوزها ارتفاعًا، في انسجام بصري يبرز الأهرامات كخلفية دائمة للمتحف يمكن رؤيتها من داخل قاعاته الكبرى.
استلهم المصممون الهندسة المعمارية للمتحف من البيئة المحيطة، فجاءت الجدران الداخلية منبثقة من نقطة ثابتة قرب المدخل لتشكل مخططًا مروحيًا يوجه حركة الزوار نحو الغرب، في تجربة تصميمية تجعل الضوء وحركة الأشخاص والتفاعل مع المشهد الطبيعي جزءًا من هوية المكان.
وأشار الموقع إلى أن المتحف تم بناءه باستخدام كتل خرسانية ضخمة تساعد على تلطيف درجات الحرارة عبر الكتلة والظل، ما يتيح الحفاظ على أجواء داخلية مريحة بوسائل بيئية سلبية دون الاعتماد الكبير على أنظمة التبريد الميكانيكية.
وتتوسط المبنى سلالم ضخمة تمتد عبر ستة طوابق، تقود الزائرين في رحلة زمنية تبدأ من أقدم المستوطنات المصرية حتى العصر القبطي، وتبلغ ذروتها في قاعة توت عنخ آمون التي تعرض للمرة الأولى أكثر من خمسة آلاف قطعة من مقتنياته الملكية، على امتداد السلالم تُعرض تماثيل وقطع معمارية تعزز تجربة الصعود عبر التاريخ المصري.
اعتمد المعماريون على استخدام الضوء الطبيعي بدقة عالية، إذ تم تصميم فتحات وسقوف زجاجية تسمح بمرور الضوء المصفّى إلى داخل القاعات بما يتناسب مع طبيعة القطع الحجرية المعروضة.
وبهذا الأسلوب، تحافظ القاعات على إضاءة إيقاعية هادئة تربط الداخل بألوان الصحراء المتغيرة خارجًا.
تغلف واجهات المتحف مواد محلية من الحجر الجيري والخرسانة بلون الرمال، ما يجعله يندمج مع البيئة المحيطة ويعكس تدرجات ألوان الهضبة.
وتساهم هذه المواد في الاستقرار الحراري للمبنى وتقليل استهلاك الطاقة، بينما تتحكم أنظمة الزجاج المظلّل في الانتقال البصري بين الضوء الخارجي والداخلي.
وتحت مستوى الأرض، يضم المتحف شبكة متكاملة من المختبرات والمخازن المتخصصة في حفظ وصيانة الآثار، وتُعد من أكبر مراكز الترميم في العالم.
تشمل هذه المرافق معامل متخصصة في معالجة البردي والمنسوجات والفخار والمنحوتات وبقايا المومياوات، مما يرسخ دور المتحف كمؤسسة علمية وبحثية إلى جانب كونه وجهة ثقافية وسياحية عالمية.
0 تعليق