تعتبر أمراض القلب السبب الرئيسي للوفاة بين النساء حول العالم، حيث تشير الإحصائيات إلى أن معدل وفيات النساء بسبب أمراض القلب يفوق ما يعانيه الرجال بشكل ملحوظ، وفقًا لمؤسسة القلب العالمية، فإن النساء أكثر عرضة للوفاة عقب الإصابة بنوبة قلبية مقارنة بالرجال، حيث تصل نسبة الوفيات إلى حوالي 30% بين النساء.
وعلى الرغم من أن السرطان يُعتبر تقليديًا الخطر الأكبر، إلا أن الوفيات الناتجة عن أمراض القلب تتجاوز ضِعف تلك الناجمة عن جميع أنواع السرطان مجتمعة، والأمر الأكثر إثارة للقلق هو أن النساء، خاصة الأصغر سنًا منهن، لا يظهرن دائمًا علامات واضحة لنوبات القلب، مما يجعلهن أكثر عرضة للتأخر في التشخيص والعلاج.
الاختلاف في الأعراض وتأثيره على التشخيص
تختلف أعراض النوبات القلبية لدى النساء عن تلك التي يعاني منها الرجال. يوضح طبيب القلب الدكتور مانبريت إس سالوجا أن النساء غالبًا ما يعانين من أعراض غير تقليدية مثل ضيق التنفس، الغثيان، الدوار، والإرهاق، والتي قد تُفسر خطأً على أنها أعراض أمراض أخرى أو إجهاد يومي، وهذا الافتقار إلى الوعي يؤدي إلى تأخير في التعرف على النوبة القلبية، وهو ما يرفع خطر الوفاة، في المقابل، فإن ألم الصدر يظل العرض الأكثر شيوعًا، لكنه لا يظهر بنفس الوضوح لدى جميع النساء، مما يزيد من تعقيد الموقف الطبي.
الاختلافات البيولوجية والهرمونية وراء المخاطر المتزايدة
يعود السبب الأساسي في تفاوت معدلات الإصابة والوفاة بين الجنسين إلى الاختلافات البيولوجية والهرمونية، أن هرمون الإستروجين يلعب دورًا وقائيًا مهمًا في صحة القلب، حيث يساعد على الحفاظ على مرونة الأوعية الدموية ويخفض مستويات الكوليسترول الضار، لكن مع دخول المرأة في فترة انقطاع الطمث، تنخفض مستويات هذا الهرمون بشكل حاد، مما يزيد من خطر الإصابة بأمراض القلب بشكل كبير، هذا التغير الهرموني بالإضافة إلى عوامل مثل ارتفاع ضغط الدم، السكري، وارتفاع الكوليسترول، يزيد من احتمال تعرض النساء للنوبات القلبية بشكل أكبر من الرجال.
أهمية الوعي ونمط الحياة الصحي
ينبه الخبراء إلى أن الوعي الصحي هو الخطوة الأولى نحو تقليل مخاطر أمراض القلب لدى النساء، يجب على النساء التعرف على العلامات التحذيرية غير التقليدية وعدم تجاهلها، وطلب المساعدة الطبية المبكرة عند ظهور أي أعراض، كما أن اتباع نمط حياة صحي يشكل درعًا وقائيًا قويًا، حيث يمكن للنظام الغذائي المتوازن، وممارسة التمارين الرياضية بانتظام، والابتعاد عن العادات الضارة أن يساهم في تقليل فرص الإصابة بمشاكل القلب، فالتحكم بالعوامل التي يمكن تعديلها من نمط الحياة يُعتبر أساسيًا في مكافحة التغيرات البيولوجية الطبيعية التي تضعف صحة القلب.
0 تعليق