الباز: المعلومة الخاطئة أداة لبث الفوضى والارتباك في المجتمعات

الدستور 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

"الحرب الإعلامية والدعاية الرقمية: كيف تُستخدم وسائل التواصل الاجتماعي للتأثير على الرأي العام والدول أثناء النزاعات"، هذا هو اللقاء التوعوي الذي نظّمته الإدارة العامة للعلاقات العامة والإعلام بجامعة حلوان بحضور عدد كبير من العاملين وأعضاء الجهاز الإداري بالجامعة، وذلك ضمن خطة الجامعة لرفع الوعي الفكري والثقافي.

في كلمته الافتتاحية، رحّب د.السيد قنديل بالدكتور محمد الباز، رئيس مجلسي إدارة وتحرير “الدستور”، مشيدًا بخبرته الطويلة ومكانته في الوسط الإعلامي، مؤكدًا أن تنظيم مثل هذه اللقاءات يأتي اتساقًا مع رؤية الجامعة في بناء عقل نقدي مستنير لدى منتسبيها.

وتحدث د.قنديل: إن جامعة حلوان تؤمن بأن الوعي هو خط الدفاع الأول في مواجهة أي محاولات للتأثير السلبي على العقول، فالحرب الحديثة لم تعد تُخاض بالسلاح فقط، بل بالكلمة، المعلومة، بالصورة، وبالرسالة الموجَّهة عبر وسائل الإعلام والمنصات الرقمية. وهنا يأتي دور الجامعات في تنوير وتوجيه العقول لكيفية قراءة الواقع بعين ناقدة وواعية.

واختتم رئيس الجامعة كلمته مؤكدًا أن جامعة حلوان تسعى إلى تأهيل منتسبيها، ليمتلكوا أدوات التحليل والبحث، ليعوا مسؤوليتهم تجاه وطنهم ومجتمعهم في مواجهة أي حملات تضليل إعلامي أو فكري.

أوضح د.عماد أبو الدهب نائب رئيس الجامعة للدراسات العليا والبحوث، أن هذا اللقاء التوعوي المهم، يأتي في إطار اهتمامنا المتزايد في الجامعة بقضايا العصر، والتحديات التي تفرضها التكنولوجيا والفضاء الرقمي على مجتمعاتنا، لا سيما ما يتعلق بالحرب الإعلامية والدعاية الرقمية، لأننا نعيش اليوم في زمن تتشابك فيه الحقيقة مع الخيال، وتتنافس فيه الروايات على عقول الناس وقلوبهم، وأصبحت وسائل التواصل ساحة مركزية في هذا الصراع، تُستخدم فيها أدوات متطورة للتأثير على الرأي العام، وتوجيه السلوك، بل وحتى زعزعة استقرار الدول والمجتمعات، ولذلك، فإن إدراك أبعاد هذه الحرب، وفهم أدواتها واستراتيجياتها، لم يعد ترفًا فكريًا، بل ضرورة وطنية وأمنية وثقافية. نحن أمام معركة لا تُخاض بالسلاح التقليدي بل بالكلمة بالصورة، بالمعلومة، وأحيانًا بالشائعة.من هنا فإن الجامعات وفي مقدمتها جامعتنا – تتحمل مسؤولية كبيرة في هذا المجال، من خلال البحث العلمي، والأنشطة التوعوية، والتفاعل مع المجتمع.

قال العقيد عماد حمدي، مدير إدارة التربية العسكرية لقد انتهت الحرب التقليدية، لكنني أعتقد أنها بدأت من جديد بشكل مختلف. الحرب القادمة لن تكون بالسلاح، بل ستكون حربًا اقتصادية، إعلامية، أخلاقية، وشبابية. إنها حرب تستهدف المعنويات وتُضعف المجتمعات من الداخل، الحرب المعاصرة هي تلك التي تجعل الخصم يدمر نفسه بنفسه، دون أن تُكلف نفسك عناء مواجهته إنها حرب الأفكار، حرب التضليل.

كما قال الرئيس عبد الفتاح السيسي أثناء الندوة التثقيفية الاثنان واربعين لوزارة الدفاع، إن "الإعلام هو السلاح الأقوى في هذه المعركة"، وهنا يأتي دور الإعلام الوسطي، الذي يجب أن يكون صوت العقل، لا أداة للفساد أو التزييف؛ لأن الإعلام مسؤول عن تشكيل الوعي وحماية المجتمع من الانحدار، وبناء حصانة فكرية ضد كل ما يهدد مستقبل الأمة.

خلال اللقاء، قدّم د.محمد الباز رئيس مجلسي إدارة وتحرير “الدستور” عرضًا تحليليًا تناول فيه طبيعة الحروب الإعلامية الحديثة وأدواتها الرقمية، مؤكدًا أن المعركة الآن أصبحت تدور في فضاء المعلومات، وأن الوعي هو السلاح الأقوى في مواجهة الدعاية الموجّهة.

كما ناقش اللقاء نماذج واقعية من الحروب الرقمية، مع تحليل كيفية توظيف وسائل التواصل في التأثير على اتجاهات الرأي العام، وسبل حماية المؤسسات من الشائعات وحملات التضليل.

وأوضح الباز أن الحرب الإعلامية الحديثة أصبحت أكثر خطورة من أي وقت مضى، لأنها لا تستهدف فقط العقول، بل تسعى إلى زعزعة الثقة بين المواطن ومؤسسات دولته، مؤكدًا أن “المعلومة غير الدقيقة أصبحت سلاحًا في يد من يريدون بث الفوضى والارتباك في المجتمعات”.

أشار إلى أن وسائل التواصل تحولت إلى ساحة صراع مفتوحة تُدار فيها المعارك بالصورة والفيديو والهاشتاج، بدلًا من الجيوش والأسلحة، وهو ما يتطلب وعيًا رقميًا متطورًا لدى الشباب ليصبحوا أكثر قدرة على التمييز بين الحقيقة والتضليل.

وتحدث الباز عن مجموعة من النماذج الواقعية للحروب الرقمية التي شهدها العالم خلال السنوات الأخيرة، موضحًا كيف جرى استغلال التكنولوجيا في صناعة اتجاهات وهمية للرأي العام، ونشر الشائعات عبر الجيوش الإلكترونية، والتلاعب بالعواطف الإنسانية لخدمة أهداف سياسية أو اقتصادية.

كما دعا الحضور إلى أن يكونوا “صُنّاع وعي” لا مجرد متلقين، مؤكدًا أن كل شخص هو مؤثر محتمل، وأن الكلمة والمنشور قد يتحولان إلى أداة قوة أو وسيلة تضليل، بحسب وعي صاحبها ومسؤوليته.

في ختام كلمته، ثمّن د.الباز دور جامعة حلوان في تنظيم مثل هذه اللقاءات النوعية التي تربط الجامعة بالقضايا الوطنية والفكرية، مشيرًا إلى أن “مواجهة الحروب الإعلامية لا تكون بالشعارات، بل بالعلم، والتحليل، والتربية الإعلامية الواعية”، مؤكدا أن ما رآه من اهتمام الجامعة بهذا الملف يؤكد أن هناك وعيا من المصريين بخطورة الحرب الفكرية والإعلامية.

في ختام اللقاء، قدّم د.السيد قنديل درع التكريم للدكتور محمد الباز تقديرًا لمشاركته المتميزة ومساهمته في إثراء الحوار حول الوعي الإعلامي في مصر، ثم التُقطت صورة تذكارية بمشاركة قيادات الجامعة والعاملين، في ختام فعالية أكدت التزام جامعة حلوان بدورها التنويري في المجتمع الأكاديمي والإداري على حدٍ سواء.

عقد اللقاء بمشاركة متميزة ودعم د.أحمد راوي عميد كلية الآداب، اللواء محمد أبو شقة أمين عام الجامعة، وفريدة هاشم أمين الجامعة المساعد لشئون الدراسات العليا والبحوث، وتعاون مثمر مع الإدارة العامة لإدارة وتنمية المواهب بالجامعة.

جانب من اللقاء التوعوي بجامعة حلوان 
جانب من اللقاء التوعوي بجامعة حلوان 
جانب من اللقاء التوعوي بجامعة حلوان 
جانب من اللقاء التوعوي بجامعة حلوان 
جانب من اللقاء التوعوي بجامعة حلوان 
جانب من اللقاء التوعوي بجامعة حلوان 
جانب من اللقاء التوعوي بجامعة حلوان  
جانب من اللقاء التوعوي بجامعة حلوان  
إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق