أصدرت وزارة الخارجية الأمريكية اليوم تحذيرًا شديد اللهجة بشأن ما وصفته بـ «النهب المنظّم» للموارد العراقية من قِبل الميليشيات العراقية المدعومة من فيلق القدس الإيراني (IRGC) والمُدمجة ضمن قوات الحشد الشعبي (PMF).
وأكد البيان أن هذه الميليشيات لا تقتصر على استهداف المصالح الأمريكية فحسب، بل تسيطر أيضًا على القطاعات الاقتصادية الحيوية، وتحوّل أرباحها لصالح إيران.
عقوبات أمريكية على قيادات وشركات متورطة
وجاء التحذير بعد سلسلة عقوبات أمريكية استهدفت قيادات وشركات متورطة في شبكات التمويل والتجارة غير الشرعية بين العراق وإيران.
وذكرت وزارة الخزانة الأمريكية أن الميليشيات العراقية «تستولي على الاقتصاد العراقي، وتتحكّم بالعقود الحكومية والمشاريع التنموية، وتحوّل هذه الموارد إلى تمويل الشبكات الإيرانية الإرهابية».
تحويل أرباح الشركات والعقود لصالح إيران
وأظهرت الوثائق أن إحدى الشركات المسيطرة، التي يُديرها قيادي مرتبط بحزب محلي، تتعامل مع عقود حكومية عراقية، ويتم تحويل أرباحها عبر وسطاء لصالح طهران.
وتكشف تقارير إعلامية عن شبكة تهريب للوقود الثقيل (HFO) من العراق إلى آسيا تُدر نحو مليار دولار سنويًا لمصلحة إيران والميليشيات العراقية، عبر تصدير كميات ضخمة من الوقود المدعوم من الدولة العراقية.
الجانب القانوني والدبلوماسي
من الناحية القانونية والدبلوماسية، يُعد التحذير الأمريكي مؤشرًا على تصعيد موقف واشنطن تجاه سيطرة هذه الميليشيات على الاقتصاد العراقي، وتصويرها كـ «جهاز موازٍ للدولة» يخدم أجندة طهران، وفقًا لتحليل نشره معهد CTC Sentinel.
وأشار التقرير إلى أن النفوذ الإيراني المتنامي داخل المؤسسات العراقية والتحكم بالاقتصاد يهدّد المشروع الوطني ويضعف الاستقلال الحكومي.
ضغوط على بغداد لتعزيز حكم القانون
في السياق نفسه، تتزايد الضغوط على الحكومة العراقية لفرض سيطرتها على القوى غير الحكومية، ومراجعة جميع العقود والمشاريع التي تُدار من قِبل جهات مرتبطة بأطراف أجنبية، إذا أرادت استعادة مصداقيتها الاقتصادية وتعزيز حكم القانون.
واشنطن تواصل أدواتها المالية والدبلوماسية
وأكدت الولايات المتحدة أنها ستواصل استخدام أدواتها المالية والدبلوماسية، بما في ذلك العقوبات وتجميد الأصول، لقطع التمويل عن هذه الميليشيات الإيرانية وتقليص نفوذها في العراق والمنطقة.
كما دعت الحكومة العراقية إلى التعاون الكامل لضمان شفافية اقتصادية وحماية الموارد الوطنية لصالح الشعب وليس لجهات أجنبية.
0 تعليق