أعلنت السلطات الإسرائيلية، الإثنين، أن قواتها في قطاع غزة تسلمت من اللجنة الدولية للصليب الأحمر رفات رهينة إسرائيلية جديدة، وذلك في إطار تنفيذ بنود اتفاق وقف إطلاق النار المبرم مع حركة حماس بوساطة دولية.
عملية التسليم عبر الصليب الأحمر
أوضحت مصادر عسكرية إسرائيلية أن عملية تسليم الرفات تمت في إحدى النقاط الحدودية جنوب قطاع غزة، بحضور ممثلين عن الصليب الأحمر، مشيرة إلى أن عملية التحقق من هوية الرفات جارية عبر الفحوصات الطبية والحمض النووي في معهد الطب الشرعي بتل أبيب.
تأكيد رسمي من مكتب نتنياهو
وأكد مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في بيان مقتضب أن استعادة الرفات تأتي ضمن الاتفاق الحالي الذي يشمل تبادل عدد من الرهائن والجثامين بين الجانبين، مضيفاً أن الحكومة "تواصل جهودها لإعادة جميع الرهائن الأحياء والرفات المحتجزة لدى حماس".
كما شدد البيان على أن إسرائيل تحتفظ بحقها في "الرد العسكري" حال إخلال الحركة بأي من بنود الاتفاق.
حماس تلتزم ببنود المرحلة الأولى
من جهتها، أعلنت حركة حماس في بيان أن تسليم الرفات تم وفقاً لبنود المرحلة الأولى من الاتفاق، التي تنص على إطلاق سراح رهائن مدنيين وتسليم جثامين محتجزين منذ بداية الحرب، مقابل إطلاق سراح أسرى فلسطينيين من السجون الإسرائيلية وتثبيت وقف إطلاق النار المؤقت.
أزمة الرهائن
بدأت أزمة الرهائن في السابع من أكتوبر 2023، عندما نفذت حركة حماس هجوماً مفاجئاً على جنوب إسرائيل، وأعلنت تل أبيب لاحقاً أن الحركة اختطفت أكثر من 240 شخصاً، بينهم جنود ومدنيون من جنسيات مختلفة. وعلى مدار الأشهر التالية، شكل ملف الرهائن محوراً رئيسياً في المفاوضات بين الجانبين، إذ سعت إسرائيل لاستعادتهم أحياء أو استلام رفاتهم، بينما طالبت حماس بإطلاق سراح أعداد كبيرة من الأسرى الفلسطينيين مقابل أي خطوة.
جهود الوساطة الإقليمية والدولية
تولت مصر وقطر والولايات المتحدة أدوار الوساطة الرئيسية في محادثات التهدئة، ونجحت في التوصل إلى أكثر من هدنة مؤقتة لتبادل الرهائن والأسرى. وتؤكد الأطراف الوسيطة أن استكمال تنفيذ بنود الاتفاق يعتمد على التزام الطرفين بوقف إطلاق النار وتسهيل وصول المساعدات الإنسانية إلى المدنيين في قطاع غزة.
مشهد إنساني معقد
يأتي تسليم الرفات في وقت لا تزال فيه عائلات الرهائن تعيش حالة من القلق والترقب، حيث تتواصل التظاهرات في تل أبيب للمطالبة بعودة جميع المحتجزين، وسط انتقادات للحكومة الإسرائيلية بالتباطؤ في المفاوضات.
وفي المقابل، يعيش سكان غزة أوضاعاً إنسانية قاسية نتيجة الدمار الواسع ونقص الإمدادات الأساسية.
ردود الفعل الإسرائيلية والدولية
أثارت الخطوة الأخيرة تفاعلاً واسعاً داخل إسرائيل، حيث عبّرت عائلات الرهائن عن امتنانها لعودة الرفات، رغم الحزن العميق لفقدان ذويهم، مطالبة الحكومة بمواصلة الضغط الدولي لضمان الإفراج عن بقية الأسرى.
وفي واشنطن، رحبت الإدارة الأميركية باستمرار تنفيذ الاتفاق، معتبرة أن "كل خطوة نحو إعادة الرهائن تمهد لاستقرار أطول مدى في المنطقة".
كما أشادت الأمم المتحدة بدور الصليب الأحمر في تسهيل عملية التسليم، داعية الجانبين إلى تحويل الهدنة المؤقتة إلى وقف دائم لإطلاق النار يتيح معالجة الأزمة الإنسانية المتفاقمة في غزة.
.
0 تعليق