الطريقة الميرغنية: التصوف الأصيل درع الوطن وحصنه الروحي ونحذر من اختزاله المظاهر

الدستور 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

أكدت مشيخة عموم الطريقة الميرغنية الختمية الصوفية، أن التصوف الأصيل يمثل خط الأمان الفكري والروحي والاجتماعي للأمة، مشددة على أنه كان ولا يزال حصنًا منيعًا في مواجهة الغلوّ والتطرّف والانقسام، وسندًا حقيقيًا لاستقرار الأوطان ووحدتها.

وفي بيان صادر عن السيد عبد الله المحجوب الميرغني، شيخ عموم الطريقة الميرغنية الختمية وعضو المجلس الأعلى للطرق الصوفية بمصر والعالم، أوضحت المشيخة أن التصوف ليس انعزالًا عن المجتمع ولا مظهرًا خاليًا من الجوهر، بل هو منهج إصلاحي متكامل، يقوم على تزكية النفوس، وإحياء القلوب، وغرس قيم الرحمة والتسامح والوسطية.

تحذير من اختزال التصوف في المظاهر الشكلية

وحذّرت المشيخة من اختزال التصوف في بعض المظاهر الشكلية أو التصرفات الفردية التي قد تصدر من قلة لا تمثّل حقيقة وروح الطريق الصوفي، مشيرة إلى أن التصوف الحق هو علم وسلوك وأدب، يقوم على محبة الله ورسوله ﷺ، وخدمة الناس، والعمل المخلص في سبيل رفعة الوطن.

وقالت المشيخة في بيانها: "التصوف ليس طقوسًا جامدة، ولا ممارسات شكلية، بل هو حقيقة روحية وسلوك قويم يُورّث القلب طمأنينة، والعقل اتزانًا، ويُسهم في استقرار المجتمع".

التصوف في مواجهة الفكر المتطرف

وأبرز البيان أن التاريخ يشهد بأن الطرق الصوفية، وعلى رأسها الطريقة الميرغنية الختمية، كانت دومًا في مقدمة الصفوف لمواجهة الفكر المتطرف والمنحرف، مشيرًا إلى أن المتصوفة حملوا مشاعل النور والعلم، ونشروا ثقافة السلام والإصلاح، وربّوا الأجيال على قيم المحبة والولاء لله والوطن.

وفي هذا السياق، شددت المشيخة على أهمية التمسك بالمنهج الصوفي الأصيل في هذه المرحلة الدقيقة التي تمر بها الأمة، داعية جميع أبنائها وأتباعها، وسائر الطرق الصوفية، إلى الاصطفاف خلف الوطن جيشًا وشعبًا وقيادة، دعمًا للاستقرار، ورفضًا للفرقة والفتنة.

التصوف روح متجددة تحفظ الحاضر وتبني المستقبل

وختم البيان برسالة للمجتمع مفادها أن التصوف ليس مجرد تراث من الماضي، بل روح متجددة تحفظ الحاضر وتبني المستقبل، مشيرة إلى أن طريق التصوف هو درب المحبة والصدق والوفاء، وهو السند في مواجهة الأزمات والشدائد.

ودعت المشيخة الجميع إلى صون هذه الرسالة الروحية من التبدد، مؤكدة أن التصوف هو الأمان حين تضيع الطرق، والحصن الحصين في وجه التطرّف، والنور الذي يقود إلى الله ويحفظ الوطن في رحاب السلام.

وختم البيان بالدعاء لمصر أن يحفظها الله آمنةً مطمئنة، ويوفق قيادتها، ويحمي جيشها وشعبها من كل شر وفتنة، في ظل المرحلة المفصلية التي تمر بها المنطقة.

 

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق