لوحات جمالية من الرمال.. أنواع مختلفة من المصنوعات اليدوية في مهرجان زهور الخريف (فيديو)

الدستور 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

داخل أروقة معرض زهور الخريف، حيث تتناثر ألوان الطبيعة وتفوح رائحة الجمال، تقف الفنانة سماح التركي أمام لوحاتها التي خطّتها بيديها، ليس بالألوان الصناعية أو الريشة التقليدية، بل بالرمال الطبيعية التي جمعتها من قلب الصحراء المصرية.

قالت "سماح التركي" إن كل اللوحات المعروضه مصنوعه من رمال طبيعية، حيث تذهب إلى الصحراء لجمع أحجار ملونة طبيعية، ثم تطحنها حتى تبدو ناعمه كالرمال، وبعد ذلك تخففها بالماء حتى تستطع التحكم بقوامها والرسم بها بسهولة.

وتتابع "سماح" أن رسم هذه اللوحات يحتاج إلى الكثير من الهدوء والصبر، فرسم اللوحات بالرمال عمل يدوي بالكامل دون أي أدوات حديثة، وككل الأعمال اليدوي، تحتاج إلى وقت وجهد، موضحة خطوات عملها، أن كل اللوحة ترسم على عدة مراحل فكل جزء نرسمه يجب أن يترك يجف تماما أولا، ثم نستكمل باقي الرسمة، حتى تكتمل وتظهر لنا بشكلها المبهر.

"بستخدم خامات اخرى مثل اجزاء من النخل والخوص".. أضافت "التركي" ببسمة هادئه أن سر جمال أعمالها لا يقف عند الألوان فقط، بل يمتد إلى الخامات البيئية التي تستخدمها، فهي توظف أجزاء من النخيل، مثل “صُباطة النخل” والخوص، لتضيف ملمسًا طبيعيًا وأصالة مصرية إلى لوحاتها، كما تستخدم خشب النخلة في النحت، مؤكدة أن هذا الخشب يتميز بخفة وزنه وسهولة تشكيله، مما يجعله مثاليًا لأعمالها الفنية.

وأشارت سماح إلى أن الوقت المستغرق في تنفيذ كل قطعة يختلف بحسب حجمها وكمية التفاصيل داخلها، فهناك رسومات تحتاج من يومين إلى أربعة أيام، وأخرى قد تمتد لأسبوع أو أكثر، بينما يستغرق النحت عادة من ثلاثة إلى أربعة أيام فقط، مؤكدة أنها لا تتعجّل الانتهاء من عملها، بل تصنع كل قطعة بتروٍ وصبر، وبكثير من الحب والشغف، لضمان خروجها في أفضل صورة ممكنة.

"بحب أشتغل على التراث".. قالت سماح بفخر وشغف، موضحة أنها عاشقة لملامح الريف المصري والبيوت الطينية القديمة التي تحمل عبق الزمن وروح المكان، هذا الشغف هو ما جعل معظم أعمالها الفنية مستوحاة من تلك البيوت والطرز المعمارية التراثية، باعتبارها جزءًا من هويتها وذاكرة بلدها، مضيفة أن كل قطعة فنية تُبدعها ليست مجرد لوحة أو مجسم، بل حكاية صغيرة عن الحفاظ على الهوية والانتماء للطبيعة.

وأوضحت "سماح" أن أسعار لوحتها تعتبر في متناول الجميع، حيث أنها تبدأ من 50 جنيهًا للأعمال الصغيرة، وتصل حتى 1500 جنيه للقطع الكبيرة المعقدة، مشيرة إلى أن قيمة العمل لا تُقاس بالحجم بل بمدى دقته وتفاصيله.

وعلى الرغم من موهبة سماح الكبيرة، إلا أنها لم تحصل حتى الآن على الدعم الكافي للمشاركة في المعارض أو المسابقات الكبرى، حسب حديثها، متابعه بابتسامة خجولة أنها لا تمتلك خبرة كافية في التعامل مع التكنولوجيا أو مواقع التواصل الاجتماعي، وهو ما يعيق وصول أعمالها إلى جمهور أوسع، ومع ذلك، تؤكد أنها بدأت بالفعل في اتخاذ خطواتها الأولى لتعلُّم كيفية استخدام هذه المواقع، حتى تتمكن من عرض فنها بشكل أوسع والمشاركة في المسابقات مستقبلًا.

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق