أكد اللواء أسامة كبير، المستشار بكلية القادة والأركان، أن الندوة التثقيفية رقم 42 للقوات المسلحة لم تكن مجرد احتفال بذكرى أكتوبر، بل مناسبة لتوجيه رسائل واضحة من القيادة السياسية إلى الداخل والخارج، مشيرًا إلى أن الرئيس عبد الفتاح السيسي ركز في كلمته على أهمية الإيمان بالله واليقين في النصر كمبدأ أساسي لتحقيق النجاح في مختلف مجالات الحياة، تمامًا كما كان في حرب أكتوبر المجيدة.
وأوضح خلال لقاء ببرنامج "السادسة"، المذاع على قناة "الحياة"، أن القيادة السياسية استعادت في حديثها تجربة ما بعد نكسة 1967، عندما اعتقدت المخابرات الإسرائيلية أن الجيش المصري لن يقوم له قائمة قبل ثلاثين عامًا، لكن الشعب المصري وقف خلف قواته المسلحة بثقة وإصرار حتى تحقق نصر أكتوبر الذي يُدرّس في الأكاديميات العسكرية حول العالم، مشددًا على أن التلاحم الشعبي والدعم المعنوي كانا الركيزة الأساسية لعبور النصر.
الملحمة لا الحرب.. دروس أكتوبر لا تزال حاضرة بعد 52 عامًا
وأشار إلى أن من عاش ملحمة أكتوبر يختلف تمامًا عن من سمع أو قرأ عنها، مؤكدًا أن أحد أبطال الحرب، اللواء علي حفظي، لا يزال بعد 52 عامًا يستخلص منها دروسًا للحياة والعمل، ولهذا فهي تُوصف بالملحمة لا بالحرب فقط، لأنها كانت تجربة إنسانية ووطنية متكاملة.
وأضاف أن الرئيس السيسي تحدث بصراحة عن أحداث 2011 وما تلاها، مؤكدًا أن تلك المرحلة كانت “مخاضًا صعبًا لميلاد جمهورية جديدة”، وكان يمكن أن تُسفر عن دولة ضعيفة أو مشوهة لولا وعي المصريين وتكاتف مؤسساتهم، مشيرًا إلى أن عبارة الرئيس “كويس إنها عدت على خير” تعبّر ببساطة عن حجم الخطر الذي تجاوزته الدولة المصرية آنذاك.
وشدد على أن القيادة السياسية تدعو مجددًا إلى وحدة الصف بين الشعب ومؤسساته باعتبارها الضمان الحقيقي لعبور الأزمات، خصوصًا في ظل التحديات المتلاحقة منذ أزمة كورونا مرورًا بالحرب الروسية الأوكرانية وصولًا إلى حرب غزة، مؤكدا أن الدرس المستفاد من كل هذه المراحل هو أن “الفوضى لا تُبنى بها الأوطان، وإنما الإيمان والاتحاد هما سبيل البقاء والنجاح”.
0 تعليق