تأثير السجن والترحال.. رحيل رؤوف مسعد صاحب "يا ليل يا عين"

الدستور 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

غيب الموت اليوم السبت، الكاتب المصري رؤوف مسعد عن عمر ناهز الثامنة والثمانين، بعد مسيرة أدبية وسياسية حافلة امتدت لأكثر من ستة عقود، تنقّل خلالها بين مصر والسودان وبولندا والعراق ولبنان وهولندا، تاركًا خلفه إرثًا أدبيًا وإنسانيًا ثريًا.

 

وُلد رؤوف مسعد عام 1937 في ميناء بورتسودان بالسودان، لأسرة مصرية قبطية اعتنق والده البروتستانتية وأصبح واعظًا بروتستانتيًا، وكان لهذا التكوين أثرا واضحا على مجمل أعماله، التي انشغلت بأسئلة الهوية والإيمان والانتماء في المجتمعات العربية.

انتقل مسعد في طفولته بين ود مدني والأقصر وأسيوط قبل أن يستقر في القاهرة، حيث درس الصحافة في جامعة القاهرة وتخرج عام 1960، ليدخل بعدها عالم الفكر والسياسة والأدب في فترة شديدة الاضطراب من تاريخ مصر الحديث.

خلال فترة شبابه؛ انخرط رؤوف مسعد في تنظيم ماركسي سري عُرف باسم "طليعة العمال والفلاحين"، ما أدى إلى اعتقاله أكثر من مرة خلال الخمسينيات والستينيات.

وفي عام 1960 حكم عليه بالسجن لمدة عام قضى معظمها في سجون الواحات، وهناك تعرّف على عدد من رموز الأدب المصري مثل صنع الله إبراهيم وكمال القلش، وهي التجربة التي تركت أثرًا بالغًا في تكوينه الفكري والسياسي، وظهرت بوضوح في كتاباته اللاحقة التي مزجت بين السيرة الذاتية والنقد السياسي.

رؤوف مسعد.. من القاهرة إلى أمستردام

بعد خروجه من السجن عام 1964، بدأ رؤوف مسعد مسيرته الصحفية والأدبية، فكتب للمسرح والصحافة، وأصدر بالتعاون مع صنع الله إبراهيم وكمال القلش كتاب "إنسان السد العالي"، وفي سبعينيات القرن الماضي بدأ رحلة الترحال متنقلا بين بولندا وبغداد وبيروت قبل أن يستقر في هولندا عام 1990 مع زوجته الهولندية وأطفاله، ويحصل على الجنسية الهولندية.

 

مؤلفات رؤوف مسعد

تميزت أعمال رؤوف مسعد بالجرأة الفكرية والانشغال بالقضايا الإنسانية والسياسية، ومن أبرز مؤلفاته: إنسان السد العالي (1967)، يا ليل يا عين (1970)، بيضة النعامة (1994)، مزاج التماسيح (2000)، في انتظار المخلّص (2000)، لما البحر ينعس: مقاطع من حياتي (2019)، وقد تُرجمت بعض رواياته إلى الإسبانية والفرنسية والهولندية والإيطالية.

رؤوف مسعد.. ناشر المهاجرين

أسس رؤوف مسعد في أمستردام عام 2004 دار نشر صغيرة حملت اسم "المهاجرون"، لتكون منبرًا للكتّاب العرب في المهجر، وكان قبلها قد شارك في تأسيس دار شهدي في القاهرة تخليدًا لذكرى المناضل شهدي عطية الشافعي.

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق